كتاب وشعراء

قصاصات حنين … ( أميرة نويلاتي )

قصاصات حنين

و غامرتُ بالخروجِ مني
من ذاكرةِ الجسد ِ الموصدِ
فصافحت عيناي كفوفَ الشوارعِ
ولمستُ أهدابَ الصقيعِ
فوق َ صدرِ أناي المنفيِّ عني
كلُّ شيء حولي كان يشدني إليَّ
أيادينا البتول ُ
ترسمُ خارطة َ الياسمينِ
عند رمال ِ القلوبِ وقتَ تلاشَينا….
ابتسامتنا المشطورةُ إلى دمعتينِ
تدعونا كي نفيض َ ثانية ً
عن جليدِ ضفتيها
حتى أوراقنا الخضراء…
و أحلامٌ غمسناها في كحلِ الأرجوان
حين تسللنا لبيادرِ الغيمِ نجمع ُ
سنابل قطرٍ
لطالما تخفّينا تحت مقلتيها

و ألفيتني حلقة َ سراب ٍ والظلام يحاصرني
في غيبوبة ٍ عني … ألم ُّ كلّك إلى بعضي
وأرتدي أحلامَ تلك الصغيرة
أنتعل ُخطواتها …. مشغوفة ً
بنشيدِ السحابِ
ترنمه ُ قياثرُ العشيّة
لكنْ ….. يالخيبتي
حين لمحت ُ نصفي
قد التهمه ُ الدجى
وصوتٌ من مرايا الأمس ِيصيحُ :
حيَّ على النسيانِ
لم نعدْ بحاجة ٍ لنا
موجات ٌ سبع ٌ غسلتْنا
بزبدِ الأيامِ الشاحبة
والثامنة رمتنا ما بين
تجاعيدِ الرجاء
ننزع ُ منا أشواكها
ومازالت ْ روحي تتسعُ لك
و مازالت َ قصاصات حنينٍ
في أوردتي
تطفئ بأنداءِ فيروز
لهيبَ الوجدِ
تحت شبابيك لهفتي

أدركت ُ أنك أولُ نقطة ٍ في حبري
وآخرُ نقطة ٍ مسكوبةٍ على السطرِ
عبثا ً أقصيكَ عني
يالصلابتك َ…
يا لهشاشتي و يالضعفي
مازلت َ تنهمرُ من خاطري
و مازلتُ أرحلُ إليكَ
من دهاليزِ الصدى
ووشوشات ُ النبعِ تسعى حافية ً
قربَ أذنيّ الوادي
لتهمسَ آآآآآآآآآآآهٍ يا….بردى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى