رؤى ومقالات

محمد فخري جلبي يكتب ……. بابا الفاتيكان والمعتصم ..

  • عندما يدق ناقوس الخطر في سماء عالمنا معلناً عن ولادة موت بنكهة جديدة يهرول الجميع للظهور أمام كاميرات الأعلام ليقدم المساعدة الشفهية والنصائح المجانية لدول العالم. وذلك لضخ الدم في شريان شعبيته أو لغاية في نفسه. .والأزمة السورية القديمة الحديثة خير مثال على ذلك .فلقد حظيت أوجاع السوريين الكثيرة بأهتمام جميع محطات العالم وشكلت مادة دسمة لاتنضب . وطرقت أبواب أذان الشعوب وبلا فائدة. وأستأثرت مأسي آلاف اللاجئين السوريين الى أوروبا عبر بوابتها الشرقية بالحظ الأوفر لدى وسائل الأعلام الغربية التي حفلت بصور وتقارير نقلت معاناتهم الأنسانية .ولكن بابا الفاتيكان ليس من ضمن أؤلئك الأشخاص فهو الحبر الأعظم وأسقف روما وسيد الفاتيكان. ووصوله منذ عدة أيام إلى جزيرة ليسبوس اليونانية الى مخيم موريا حيث يقطن ثلاثة ألاف لاجىء في ظروف سيئة في زيارة تضامن مع اللاجئين الذين تدفقوا إلى الجزر اليونانية للعبور إلى دول الأتحاد الأوروبي تثني على ماقصدت . فالرؤوساء والملوك العرب يجوبون العالم دون وضع زيارات العرب اللاجئين في حسبانهم. فهناك لاتوجد ولائم مفتوحة وتبجيل وتكريم لمعاليهم , ولكن هناك توجد الشكاوي وصيحات الغضب من الصمت العالمي تغلف أي زيارة . فمن أجل ذلك يضعون تلك الأماكن خارج جدول زيارتهم العالمية.ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الهيئة اليونانية لتنسيقية سياسة الهجرة قولها إن البابا أعرب عن رغبته بأن يصطحب معه إلى الفاتيكان لاجئين وصلوا إلى جزيرة ليسبوس (وقد فعل ذلك مباشرة وقام بأصطحاب ثلاث عائلات مسلمة!!!) وطلب منهم الا يفقدو الأمل وبأنهم ليسو وحدهم . وحث الحكومات الأوربية لبذل مزيداً من الجهد لمساعدة أؤلئك الأشخاص.
  • وأن أدت تلك الزيارة غايتها أم لا فهو موقف نبيل من البابا ويشكر عليه . وأنا كاشخص مسلم أتمنى بأن تصيب الغيرة والحسد الرؤوساء والملوك العرب ليفعلو مثل البابا(على أعتبار بأن هناك قلب يدق في صدورهم). ليكونو عونا لأؤلئك الأشخاص المعذبين حد الأختناق . ولكي يزرعو في نفوسهم الطمأنينة بأنكم لست وحدكم في هذا العالم .
    طبعاً بما أننا نحارب كل نبي عبر التاريخ ونجابه أي حسن نية تسير بأتجاهنا , فلقد هاجم أغلب العرب ضمنياً أو علنياً قيام الفتاة الصغيرة بتقبيل قدم البابا والأكيد بأن البابا او مرافقته البابوات لم يطلبو ذلك وهو منذ أسابيع مضت قام بغسل أرجل لاجئين بمأوى في روما ومن بينهم ممن يعتنقون الديانة الأسلامية .فالأمور لاتأخذ بتلك الطريقة . والعيب وأن كان فليس على الفتاة البسيطة ولكن على العرب الذين أوصلوها لتلك المرحلة من فعل أي شيء للخلاص وحدود كل الدول العربية موصدة الأبواب في وجهها .لست هنا لأشكل هيئة دفاع عن البابا ولكن لدر الرماد في أعين أؤلئك المطبلين دون أي فائدة كانعيق الغراب لايجلب سوى الصداع . فمنظر الفتاة أربك كرامتهم وهي تقبل قدم البابا ونساء المسلمين تباع بالأسواق لدى داعش مثلاً لم يحرك لهم جفن !!!!!
    تقول إحدى الروايات أن رجلا قدم للمعتصم ناقلا له حادثة شاهدها قائلا: يا أمير المؤمنين، كنت بعمورية فرأيت امرأة عربية في السوق مهيبة جليلة تسحل إلى السجن فصاحت في لهفة وامعتصماه وامعتصماه
    فأرسل المعتصم رسالة إلى أمير عمورية قائلا له: من أمير المؤمنين إلى كلب الروم أخرج المرأة من السجن وإلا أتيتك بجيش بدايته عندك ونهايته عندي. فلم يستجب الأمير الرومي وأنطلق المعتصم بجيشه ليستعد لمحاصرة عمورية فمضى إليها، فلما أستعصت عليه قال: أجعلو النار في المجانيق وأرموا الحصون رميا متتابعا ففعلوا، فأستسلمت ودخل المعتصم عمورية فبحث عن المرأة فلما حضرت قال لها: هل أجابك المعتصم قالت نعم. 
    السؤال هنا…. هل لم يعد في حكامنا المعتصم ؟؟؟
    أم هل لاتوجد بين ألالاف اللاجئات العربيات أمراة مهابة وجليلة كتلك المرأة؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى