رؤى ومقالات

محاسن السنوسي تكتب …..زيارة الخال ومانجته

مع موسم المانجو كانت أمي تقولي مش هاتدوقينا من مانجة الخال السنة دي…كم كان كريما ومضياف وابن بلد وأخ وأب وصديق ..لايغلق هاتفه أو بابه في وجه أحد، أذكر في رمضان 2008 طلبت زيارته في صومعته التي اختارها لنفسه بعيدا عن الضوضاء والتلوث..وهو من حدد لي وقت خروجي من القاهرة ،وفضل علي التليفون يتابعني وأنا في طريقي اليه من القاهرة إلي الاسماعيلية ,,بدأنا الحوار في الساعة الواحة ظهرا..وفي التانية والنصف جاء إليه الأستاذ الاعلامي عمرو عبدالحميد رئيس اذاعة الشرق الأوسط ليجري حوار أخر معه..وبمجرد انتهاء الحوارين قاله هاتاخد معاك أختي محاسن توصلها لغاية بيتها البنية صايمة ..كان متعمدا ان يكون لقائي متزامنا مع لقاء الاستاذ عمرو ..وقالي وهي دي تفوتني يابنيتي عارف الطريق طويل ولازم تروحي بالسلامة .. بمجرد أن تجلس إلي جواره في مكتبته التي تزينها السيرة الهلالية وصورة لأمه وأخري لأبية ..ويحكي عن أمه ست الحبايب”فاطمة قنديل” ..وعبدالحليم حافظ ..في كل مرة يحكي لنا قصص جديدة ..لا أعرف كيف يتذكر ما رواه لي في المرات السابقة عن حليم وأمه دون أن يكرر الحديث ..وينهي ذكرياته عن أم بناته ويقول عنها هانم وبيضة ومصراوية وحبتني وتزوجتني وأنجبت منها ..ويقطع حديثه فجأة بسؤال طبعا انت عرفاها الست نهال كمال .. وما أن تبدأ الحوار معه لا تعرف متي تتوقف ..فهو من ينهي الكلام قائلا ..كده عملنا صفحة بالكاد ..وبالفعل حديث يكفي صفحة 3000 ألاف كلمة .. حديثه سحر لا تمل من حواديته وذكرياته .لاينسي أحد حتي ولو قابلته لمرة واحدة يقرأ الوجوه جيدا ..يعقد معك صداقة بقدر ثقافتك وعلمك ..ولا يبخل عليك بمعلوماته ,,كان كنز من المعرفة والمعلومات ..شاهد عيان علي كل أحداث بل حقبة تاريخية طويلة من حياة المصريين ..عدت إلي مرة ثانية في صيف 2011 وكانت ثورة 25 يناير تشعل قلوب المصريين ..وفي صومعته يعيش بنبض الثوار ..يكتب مقالاته ويرسل إليهم أشعاره التي تلهب القلوب ..وقد أهداني جزء كبير من قصيدته “في الميدان” قبل أن ينشرها كاملة مع العدد الأول لجريدة التحرير ..سعدت كثيرا عندما أعلن عن لقاءاته المتكرره مع الرئيس السيسي ..وحمدت الله أن شهد ثورة 30 يونيو .. غاب الخال دون استئذان فهو يعلم أن الأمر لو بأيدينا ماتركناه يرحل عن دنيانا .. في جنة الخلد بإذن الله 
نسيت أقول قصة المانجة ..في كل زيارة لازم يديني ضيافتي وأنا ماشية شكارة مانجة ويقولي سلمي علي ماما ودوقيها من مانجة الخال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى