رؤى ومقالات

د.عمار عرب يكتب ….شيزوفرينيا

إن صاحب نظرية ” الوحيين ” من أصنام المذاهب التي تقول بوجود وحي خاص للسنة! هو أول من أسس لظهور الشيزوفرينيا الدينية عند أصحاب بعض المذاهب الأرضية المحسوبة تاريخيا على الإسلام وهو أول من رسخ التراث بقوة كدين وتشريع مع القرآن الكريم بعد أن أغلق باب التشريع تماما باكتمال القرآن الكريم ونزول قوله عز وجل بعد ذلك منعا للتلاعب بالتشريع ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) …بل وجعل صاحب و أتباع هذه الفكرة الجهنمية هذا التراث المختلق أقوى من القرآن بكثير فتكاد لا تجد غاية قرآنية واحدة إلا وتم طمسها بالكامل والأهم هو الاستخدام العنصري لكلمة الإسلام و جعل القرآن بدلا من رسالة قرآنية رحمانية عالمية لكل الناس ..رسالة لكانتون مغلق من البشر فقط ضمن تقسيمات عنصرية مذهبية تتعلق بمبدأ الفرقة الناجية بل وربما تحت مذهبية وفي بعض الأحيان مذهبية عرقية …
و هذه بعض مظاهر وأدبيات هذه الشيزوفرينيا الدينية المختلقة و المخططة بإحكام :

اولا_ الله سبحانه وتعالى أمر بتدبر القرآن من كل شخص و عدم التعجل بقراءته من أجل أن يعقل الإنسان كلماته وأحكامه وغاياته بل وأمر بالسماع له و الإنصات لكلامه عند تلاوته ليفهم الإنسان هذا الكلام بل وجعل الله تعالى ذلك من مسببات رحمته فالله تعالى يقول ( إذا قرأ القرآن فاستمعوا له و أنصتوا لعلكم ترحمون )
فقام كهنة و أصنام بعض المذاهب بما يلي للالتفاف على هذا الكلام كي يسود تراثهم اللارحماني اللا إسلامي :
1- قالوا بأن قراءة كل حرف من القرآن بعشر حسنات ونسبوا ذلك للرسول محمد ص حتى يقرأ الإنسان القرآن من أجل جمع وحصد مايمكن حصده من الحسنات دون أي تدبر ودون أي فهم
2 – قالوا بأن القرآن ( حمال أوجه ) ونسبوا ذلك الكلام زورا لأعلم رجل بعلوم القرآن بعد رسول ألله الا وهو علي بن أبي طالب كي لا يتعب الإنسان نفسه فإذا كان هذا قول علي فما يقول الإنسان العادي
3 – خلقوا تلمودا كما فعل اليهود يدعون فيه أن هناك وحيا ثانيا نزل على الرسول محمد ص غير وحي القرآن ليقولوا بكل بساطة أن مافيه شرع وتفسير للقرآن وهذا كلام رده الله عليهم في كتابه وكمثال فقط يقول تعالى لرسوله ( واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا ) كما هو واضح في الآيات فالوحي هو الكتاب ولن يجد من دونه ملتحدا
4- قالوا لهم إن الدين دين نقل وليس دين عقل كي ينوموا عقولهم و لا يناقشوا عندما يتعلق الموضوع بالتراث
5 – جعلوا تلاوة القرآن مرتبطا بالوفيات وفي الجنازات كي يشعر من يسمعه بشكل انعكاسي بانقباض القلب وعدم الراحة بينما هو أريد منه أن يكون كتاب حياة و أرضا خصبة مليئة بالكنوز والمعاني الإنسانية السامية تنتظر من يستخرجها
6 – حرفوا الآيات عن سياقها في أسباب النزول والتفسير وجعلوا آيات ك ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) خارج سياقها في السرد القرآني وخارج ما أريد منها تماما وهي موجهة أصلا لأهل الكتاب ليقولوا إن كل شخص يحتاج لكاهن يعلمه دينه و يعلمه حتى كيف يدخل ويخرج من الحمام فهو غير قادر لوحده على ذلك

فليس غريبا اذا ان نرى اليوم إسلاما غير الإسلام و منتجات فقهية شاذة كداعش والقاعدة وبوكو حرام وكل أنواع التخلف والإبتعاد عن العلمية و مسلمين غير مسالمين للأسف يؤمنون بمعتقدات متناقضة في وقت واحد دون أن تتصارع داخلهم هذه المعتقدات فعقلهم نائم والكاهن موجود في كل وقت و الآن صاروا يطلون علينا 24 ساعة عبر الفضائيات إلى داخل بيوتنا لينهوا كل أمل في هذه الأمة للتحرر من سلطتهم ولسان حالهم يقول كما نقول باللهجة السورية ( وحياة خالقك مالي مفارقك)…فأين المفر ? ..كان الله في عون شعوبنا وأمتنا…و للكلام بقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى