انها معادلة المشهد الحالي في سوريه والذي يمكن ان نلخص في ان …
– الولايات المتحدة تسعى إلى لجم محاولة حليفتيها تركيا والسعودية من القيام بفعل عسكري في سوريا إذا فشل وقف لاطلاق النار المقرر اليوم الجمعة في وقف الحرب في سوريا .
– إدارة أوباما والقوى الغربية الأخرى تخشى من أن التدخل العسكري المباشر في سورية قد يؤدي إلى تصعيد للصراع وإلى صدام عسكري خطر مع روسيا .
– أنقرة والرياض تخشيان بشدة العمل العسكري دون موافقة أمريكية ، وهما غاضبتان مما ترياه فشلًا أمريكياً كبيرا في اتخاذ موقف أكثر قوة ضد حملة موسكو العسكرية مع تصاعد الاحباط التركي السعودي في وصف موقف واشنطن خلال خمس سنوات من الصراع على الاراضي السورية بالسلبي …
لذلك تريد تركيا خلق منطقة محايدة على امتداد حدودها مع سوريا تمتد الى عدة كيلو مترات في العمق السوري بما يسمح لأنقرة بمراقبة توسع القوات الكردية ( وهي التي تشكل همّ تركيا الأساسي في سوريا ) ..
حيث تعطي هذه الخطوة مساحة محتملة ” للمعارضة السورية المعتدلة ” للتنفس جنوبًا على الرغم من الضربات الجوية لروسيا … لكنها في ذلك تحتاج لموافقة امريكية غير محتمله ! ..
– عدداً من قادة ” المعارضة السورية المعتدلة ” التقوا بمسؤولين عسكريين في أنقرة واسطنبول خلال الايام الماضية بهدف العمل والتخطيط لإمكانية تشكيل ” تحالف اسلامي ” ينتشر شمالي سوريا ” … الامر الذي يعني بداية سيناريو اوضح للتقسيم على غرار ماتم في العراق ، لان ايران ستكون في طرف والسعودية وتركيا في الآخر !.
اما بالنسبة لحلف شمال الأطلسي ” الناتو ” ف يبدو ان قيام أحدى الدول الأعضاء فيه ” تركيا ” بنشر قوات في منطقة محتقنة تنتشر فيها قوات روسية أمرًا مقلقًا للغاية … وبالتالي يصعب تنفيذه ..
إذن الامر معقد جدا على الاراضي السورية في ظل تشابك المصالح بين ايران وروسيا وامريكا والغرب الاوروبي والسعودية وتركيا !!! .. دول تشكل معادلة المستحيل ..
لذا يجب ان نتفهم موقف مصر الرسمي من هذا المشهد الخطير والذي يجب ان نتأمله بجدية وبميزان الذهب الحساس ، لانه اعقد مما يتصوره البعض بل ويحتاج الى تفهم كامل لابعاده دون انجذاب لطرف ضد آخر .. فالمصلحة المصرية تقتضي ذلك ، وعلى صانعي القرار التأني في ما يقدمون من نصائح للقيادة السياسية لان مالدينا من تعقيدات اقليمية متعددة الاركان وظروف اقتصادية ملتهبة .. اكبر من المشهد السوري ذاته والذي اعتقد ان الحل فيه سيكون على المدى الزمني البعيد سياسيا وليس عسكريا كما يحاول البعض تصويره ..
