كتاب وشعراء

محمد عيد إبراهيم يكتب : بُقَيّاتُ إلهامٍ من عُشٍّ محروق / من ديوان رب على شكل طائر

 

 

شُجيرةُ طماطمَ في الطينِ

تبدو  من أعلى كثعالبَ مطروحةٍ في

الشمسِ، ترقبُ عصافيرَ  مهتاجةً

عن يمينٍ ويسارٍ. هي اللحظةُ التي

أرى فيها طرفَ فستانكِ عندَ البابِ

وأنتِ تمرّين لاهيةً، ولستُ ببالكِ.

 

ظلّكِ طارَ ، وأتبَعهُ، في سماءِ

الحجرةِ، ظهركِ سمائي، والحجرةُ

لحمُكِ وهو  يتّسعُ، لقرابين

موتي، موتي حيٌّ بفضلكِ. أشمّ

الزهرةَ التي بيمينِ شَعركِ، كفَمٍ

أناديهِ: “جائعٌ لحكايةٍ… طويلة”.

 

أكُفّ عن الحلمِ، هذا وجهٌ

بمَلمَحِ ربّةٍ ضائعةٍ، وأنا ـــ  لا أنامُ،

حنينٌ إلى هوائكِ. كمَن يدخل على أمهِ

مُستضعَفَاً، وذليلاً، فتمنحهُ يدَها

كمَقبضٍ للبابِ: “لو  أني دخلتُ، فسأنسى

عطَشي، كالحَجرِ  المحرّمِ، ودموعي

 

في باحةِ الحجرةِ”. ثديكِ معبودي،

ألملمُ أقمارهُ وهو  يمنحني ليلاً  ألتقِم

منهُ رايتي. أما فَخِذُكِ المستَعلي عليّ، فلن

أدعَ لهُ فرصةَ المحو، إني إليهِ، بأحمالي،

ريشُهُ يتطايرُ  من نومي، فيملأ الحجرةَ

عَسلاً، كالرَّنْدِ. طابَ يومي، والعالم نجا

 

من المِقصَلةِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى