رؤى ومقالات

(لولا رداء الستر لافتضح أمرنا)

بقلم:هدي الفردان-كاتبه من السعودية
في ظل عجلة التطور ونقلة التكنولوجيا وإنشغال الناس بها وتتبع جديدها لم يكن إيجاباً فحسب بل طغت سلبيته حين أستخدم قي البحث حول جديد العالم وتقصي أخبار الناس صوتاً وصوره بالمكان   والزمان وبأدق التفاصيل على الصعيد الخاص والعام  بات هم الناس بالناس وكأننا نختلق من ظروف الناس قصصاً و حكاوي نتسلى بها ونفتخر بماهية نقلها وتقديمها و نتلهف لأصداء تفاعلها و رواجها، كنا نسمع كثيراً مقولة أشغلك الله بنفسك حين يبلغ أحدهم قمة الجبروت والظلم 
يبحثون وينتقدون ويسخرون ويستعلون في نهاية المطاف لو كشف الستار لرأينا بحراً من النقد والعيب وربما الحرام النكر والنكير بهم وبمن حولهم 
تأخذهم كما يقال العزة بالآثم أنهم على قمة الحياء وحسن الخلق و من أسر عرفت بأدبها وعلمها و نسبها يطالعون الناس بإحتقار و دونية يرمون أحجار النقد والقذف والسبائب  لأن بيوتهم من زجاج العز والشموخ ثم يختومها بدعاء اللهم أجرنا وعافنا مما ابتلاهم تخونهم اللحظة بإن دائرة الزمان ستدور ، غافلون عن برهانها من عند سيد الخَلقْ والخُلُقْ محمد صلى الله عليه وسلم (من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله).
فمن عاب ابتلى لذا فلننتقي أقوالنا وأفعالنا لنختر مانرغب أن يعود لنا يوماً وأن طال  فالشعور الذي زرعناه بصدر أحدهم ستزرعه تربة القدر بنا .
كلنا محاطون برداء الستر بلا إستثناء فلو كشف الستار لهدمت بيوت وكسرت قلوب و سالت دموع و حطمت خواطر وماتت نفوس ربما يكون بلائكم بإحب أشيئائكم وفلاذات أكبادكم وقرة أعينكم فالفرق أننا نحن البشر حين نعلم نثرثر و نخنقك بعنق الذل و التهديد بينما من يحوينا من برد الفضحية والخزي برداء ستره الله جل علاه فتذنب ثم تتوب فيقبلك فتعود فتنحرف فيحتويك حتى يلبسك لباس التقوى ويتوجك بالعفو ويركزك حين تميل بعكاز الستر ويكرمك بحياة ويعوضك  بما حل واستحل لينسيك مافقدته وبكيته  ولكن أي كرم  حين تضحي شامخاً لا تخاف من يعيرك شيئاً ليأخذ شيئاً لا تخاف ذلاً ولا ذليلاً 
هو الله فلا تسألوا إلا عفوه ورضاه أن عفا أرضاكم وضمد جراحكم 
فلتتقوا الله بأنفسكم وبمن حولكم لتبحثوا بإنفسكم لنبدأ بإنفسنا ولا نبحث بمن حولنا كلنا مخطىء وخير الخطائين التوابين 
فإن لم يكن رداء سترك يكفيك فلا تسرق رادء غيرك بالبحث وراء زلاته وهفواته 
أبحثوا عن رداءً يستر زلاتكم وذنبوكم و أن كُرمتم به فأكرموا به من حولكم بدعوة بظهر الغيب وبنصيحة من  جوف القلب 
ولاننسى من ستر مؤمناً بالدنيا ستره الله دنيا وآخره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى