مساء المحبة والسلام ..
ضيفنا اليوم شاعر تخضع المفردات لأحاسيسه الجياشة لتنتظم أجمل القصائد وأعذبها
الشاعر السوري المبدع د.عمار الحميدي
سورية / حلب
طبيب للأمراض النسائية والعقم
يمتلك منجزا ثقافيا يشار له بالبنان
له ديوان شعري عمودي
وديوانين قيد الطبع
أحدهما عمودي والآخر تفعيلة
في قضايا الوطن ..
وللوجدانيات النصيب الأكبر في شعره ..
كان لي معه هذا الحوار الممتع والهادف ..
ليلاس زرزور
1_ متى اكتشفت موهبتك الشعرية ؟ وهل كان للظروف التي عشتها دورها في ظهور هذه الموهبة ؟
ومن كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية
كان للأهل وخصوصا الوالد وتالياً المدرسة .. الفضل في توجيه ما رأوه من حبي للغة العربية ومواضيع التعبير
وقراءة النصوص وحفظها ، فقد كنت عريف كل الإحتفالات المدرسية .. والقارىء النهم لكل ما تقع عليه عيني
والوالد هو من علمني علم العروض .. ومنعني من الكتابة حتى حفظت ألف بيت من الشعر العمودي عن ظهر قلب .. ثم سمح لي بالإنطلاق .. رحمه الله
2_ الشعر الحقيقي هو انعكاس لموهبة ولكن ذلك لا يكفي لانتاج ما نصبو إليه من إبداع .. ما هي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة ؟
الموهبة وحدها لا تكفي لإنتاج شاعر يشار له بالبنان ..
إذا لابد من توافر أثفيتين أخريين .. ألا وهما .. امتلاك ناصية اللغة والقراءة بلا كلل
3_ كثير من الشعراء لديهم الحظ ولكن ليس لديهم المعجم اللغوي كيف تفسر ذلك ؟
شاعر بلا لغة كمبحر بلا مجداف ..
الشعر إحساس وهذا الإحساس لتظهيره .. لابد من وعاء .. والوعاء هو اللغة السليمة ..
لن يستطيع الشاعر إظهار كل مهاراته إن لم يتمكن من اللغة
4_ ما رأيك بالحركة الأدبية حاليا خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الإجتماعي السريعة ؟
تنمو افقيا بشكل طحلبي فظيع ولكن نموها العمودي نادر للأسف … واللبيب من الإشارة يفهم
5_ هل يمكن القول أن المعلم هو الأساس لاطلاق أي موهبة أدبية
وهل يستطيع المعلم أن يختصر على الموهوبين سنوات طويلة يحتاج إليها الموهوب لتطوير ذاته ؟
المعلمون والأهل هم مداميك الرعاية لأي موهبة حتى تضع قدمها على أول السلم ثم يبدأ الجهد الذاتي الموهوب بتطوير أدواته
6_ ما رأيك بالنقد ؟
نحن أحوج ما نكون للنقد في كل أجناس الأدب
النقد من مختصين حياديين ..
صيادي لآلىء .. لا يحابون ولا يجاملون .. وقتها سيشكلون رافعة فعلية للأدب
7_ هل ترى ان الشعر العربي حاليا يمر بحالة تقهقر ؟
مما يُؤسف له أن الشعر العربي حاليا .. حاله كحال الأمة العربية .. يمر في مرحلة من أحرج مراحله ..
8_ ألا تشعر بأن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر القديم ؟
شتان مابين الثرى والثريا إلا ما رحم ربي ..
9_ ما نوع الشعر المفضل لديك ؟
هل الشعر هو تعبير عن الإحساس؟
أميل للشعر الذي يدهشني .. ويجعلني أتسمر .. متواصلا القراءة .
الإحساس هو الشعلة التي تفجر الشعر .. ثم تأتي بقية العوامل ..
عوامل صنع القصيدة
10_ هل الشعر صناعة ؟
الشعر حالة مخاض .. ولادة كولادة الجنين .. يأتي مغطى بالسائل السلوي .. والدماء ..
ثم يتنظف ويرتدي أجمل الثياب .
هكذا هو حال القصيدة
11_ ما رأيك بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن وزاحمت القصيدة التقليدية ؟ وهل انت مع تصنيفها تحت خانة الشعر ؟
هذا الموضوع شائك ومعقد .. له ماله .. وعليه ماعليه
ولكن باختصار .. أنا أقول : هناك منظوم وهناك منثور .. والمنظوم يطلق على الشعر
والمنثور يطلق على الأجناس الأخرى
القصيدة العمودية هي الأم الرؤوم .. وما أتى بعدها أولادٌ وأحفاد .. منهم البار ومنهم العاق .
12_ كيف ترى الوطن في شعرك ؟
مهما كتبنا عن الوطن نبقى مقصرين .. الوطن كريات دم بيض وحمر .. تجري في عروقنا .. نكتب له وعنه ولا نمل .
13_ ماهي العوامل التي أدت إلى الحد من انتشار الكتاب الورقي في عالمنا العربي ؟ وهل تعتقد بأن وسائل الإتصال الحديثة سهلت الحصول على النسخ المجانية إحدى هذه العوامل ؟
وسائل التواصل الاجتماعي..
التي تتطور بسرعة مذهلة هي العامل الأهم في تقليل نسبة اقتناء الكتاب الورقي..حيث أنها أتاحت للجميع سرعة الحصول على مايريدون من غوغل.
وهناك عوامل أخرى بالطبع ..
عصر السرعة الذي نعيشه ..
وظروف الحياة ..وتكاليفها الصعبة.
14_ كيف تنظر للمرأة في شعرك وكيف تجد المرأة كشاعرة ؟
أخذت المرأة حيزا واسعا في شعري .. أستلهم صبرها .. قوتها الكامنة في ضعفها .. أستلهم من جمال عطائها من حبها أجمل المعاني .
15 _ هل توافق على مقولة إن إصدار الدواوين هو إثبات للذات أولا وأخيرا ؟
إصدار الدواوين ليس إثباتا للذات .. وإنما للإنتشار .. وقراءة الآخرين لما نكتبه .
16_ ما سر نجاح الشاعر ؟
أن يعرف متى يكتب .. ولمن يكتب .. وعمن يكتب .
17_ لمن تودع أسرارك وأراؤك الشخصية ؟
الأسرار لا تودع عند أحد بل تحفظ بالقلب
18_ لو جلست وتساءلت حول ما أنجزته فماذا تقول .. ؟
على الصعيد المهني .. راضٍ عن نفسي .. أما بالنسبة للأدب فأحس أنني لم أبدأ بعد .
19_ ماهي كلمتك لجيل اليوم ؟
إقرؤوا .. إقرؤوا .. إقرؤوا ..
20 _ كلمة تحب توجيهها إلى القراء ..
التخفيف من المجاملة والإطراء غير المبرر .. ومحاولة قول الحقيقة ما أمكن ..
كحيلة النورين…
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
عينٌ مكحّلةٌ من نور باريها..
تمشي بنورَيْنِ فاحذر أن تباريها.
فيها من الحُسنِ أقمارٌ وأنجمها..
فيها من العلمِ أسفارٌ سَمَت فيها.
جاذَبْتُها طَرَفاً في الشعر فاتكأتْ..
على رصيدٍ من الآدابِ يُغْنيها.
جُبنا بحوراً وجالسنا دواويناً..
عُمْنا بحاضرِ دنيانا وماضيها.
ألْقت على مسمعي أحلى مُعلّقةٍ..
أضحت مُعلّقةً روحي على فيها.
قَبَّلتها خلسةً فاسّاقطت بلحاً..
من الشفاه التي افْترّت صواريها.
تلقّفت لغتي في الحبِّ والْتحفتْ..
شغافَ قلبي ونامت وَهْوَ يحميها.
شاءت تباريحُ شوقٍ أن نكون معاً..
عدنا بناصيةِ الأحلامِ نُحْييها.
تبرعمَ الحرفُ في تأليف ملحمةٍ..
أنا و أنتِ كتبنا ما أتى فيها.
في ألف ليلة عشقٍ بعدها همستْ:
وكم لبثنا؟وضاعَ الهمسُ من فيها.
أشكر لكم حضوركم ومتابعتكم أحبتي ..
سيبقى الحوار مفتوحا لمن يريد توجيه سؤال للشاعر
حتى الساعة السابعة غدا ..
ليلاس زرزور
