رؤى ومقالات

محمد فخري جلبي يكتب ….. أنا لأجىء وأفتخر

ترتفع وتيرة العداء والكراهية أمام اللأجئين المسلمين على وجه الخصوص في أماكن عدة من دول العالم ، ولايرتبط الأمر بمستوى الرقي لذاك الشعب أو تصدره المراتب الأولي بالنسبة للرفاهية والتقدم . فعندما يدق ناقوس خطر اللأجئين منذرا بزحفا جديد تسقط الأقنعة وتتبدل معالم الوجوه . فقد خرجت اليوم مظاهرة في جزيرة كيوس اليونانية أحتجاجا على نقل 3500 لاجئ ومهاجر الى هذه الجزيرة في بحر إيجه، تحولت لمواجهات بين عناصر الشرطة ومتظاهرين وأعمال عنف ضد الصحافيين الموجودين فيها. والقصة ليست يونانية السيناريو وحسب ولكن الموجة العنصرية التي تجتاح العالم تحمل طابعها القانوني ضمن جيوبها لتطرق أبواب أوربا وبشكل عام ، وتصريح وزيرة الدنماركية Inger Støjberg التوقف إلى أجل غير مسمى عن أستقبال حصتها من اللأجئين القادمين عبر منظمة الأمم المتحدة، والبالغ عددهم 500 لاجئ سنوياً !!! لهو لسان حال جميع وزراء الهجرة في القارة العجوز . وأن المظاهرات المنددة بوجود اللأجئين تجتاح أغلب الدول فمن فرنسا مهد الديمقراطية إلى السويد رمز التعايش المشترك في العالم إلى الدنمارك صاحبة المركز الأول بمستوى الرفاهية إلى فلندا إلى قطيع الخراف في أوربا الشرقية . وأن الجهود الرامية لبلوغ أعلى مستوى بالكراهية ضد اللأجئين في الذروة ، بل أن المواد الأعلامية تسيس وتطبخ على مقاس أدراك تلك الشعوب الغائبة بشكل كلي عن الواقع . والذريعة الذهبية والشيك المفتوح لتلك المعاملة اللاأنسانية هو التنظيمات الأرهابية في تلك الدول التي يتدفق منها اللأجئين وعلى رأس تلك التنظيمات تنظيم داعش الأرهابي ، والذي عجز العالم برمته على القضاء عليه والذي نشكل نحن الشعوب المضهدة الوقود لمحرقة ذاك التنظيم . فعندما تقوم بعض الدول المتنفذة في العالم وصاحبة القرار الأوحد بأضرام النيران وألقاء القذائف في حدائقنا الخلفية وتدمرها بشكل تام وتقوم بعد ذلك بالرقص على الأنقاض بوقاحة الشيطان وترفض أستقبال هروبنا المطرج بالدماء والدموع لهو العار والخزي بأمه وأبيه . وأن تصريحات رؤساء تلك الدول لهي زقاقية الطراز وتحمل رائحة الدم ، بل أن غرابة تصريحات بان كي مون حول مصداقية الهدنة في سوريا ومدى فعاليتها يصيب القانون الدولي والشفافية بالتعاطي مع مشاكل الدول بالشلل . أن الحرب الدائرة في سوريا بين جميع الطوائف والجيوش وعدم مقدرة مجلس الأمن وعواصم القرار في العالم على إنهائها وعدم رغبتهم الصريحة بذلك دقت أسفينا من العيار الثقيل في تلك الجمهرة الظلامية وأعطت مفهوما أحياديا بالنسبة للتعامل مع البشر بحسب أنتمائهم الديني . بل أن البعض مايزال واهما بأنسانية تلك الدول ، وأن المولعين في حضارة الغرب لهم الخنجر المغروس بخاصرتنا على مدى الأزمان ، وأرتهان تلك الفئات لتلك الدول تجاوزت بأشواط العمالة والتخابر العلني . ولقد شاهدنا مؤخرا جنون بعض الدول العربية وهستيرية المؤتمر الأسلامي بوجه القانون الذي يتيح للمتضررين من أحداث برجي التجارة العالمي (المفربك ) بمقاضاة السعودية وصمت تلك الدول عن السياسة العنصرية المتخذة بحق اللأجئين والذين كانو هم عصا الشر الذي أدى لهجرتهم ، فأن تلك الأزدواجية بردات الفعل تلقي بألاف التساؤلات عن توجهات تلك الدول وأرتباطها العميق بعرابي العنصرية في العالم فيما يتعلق باللأجئين المسلمين على وجه الخصوص . أن سياسة خلط الأوراق في المنطقة وأشعال فتيل التعصب والطائفية فيها يتم وبشكل منهجي لأستنزاف ثراوتنا والقضاء على الأجيال الصاعدة . 
أنا مواطن سوري من مدينة حلب والأن وبفضل ضعاف النفوس وشياطين الأنس باتت جميع الطرق في مدينتي تحت وصاية القوات الروسية وريف المدينة يرزح تحت سطوة العثمانيين وبمباركة أمريكية (صهيونية ) ، ولقد أصبحت الأن ضمن قوائم اللأجئين بفضل تلك العملية النوعية الفريدة لرؤسائنا الا وهي السقوط في مستنقع العدم والعوز لكافة فئات الشعب . فلاجدوى للحوار ولاطريق معبد للسلام مادامت تلك العقليات العفنة تجلس في سدة الحكم في دولنا ومادام ثائرنا كالجرو المطيع للدول الأستعمارية . 
ماضون و راحلون على ظهور القوراب هربا ليس جبنا أو أنهزاما ولكن لقد أصبح للموت متحدث رسمي في مجلس الأمن والجامعة العربية يشرع قتلنا ليظل السلام العالمي بخير . 
أنا لأجىء وأفتخر في مجتمع دولي أخرق هو السبب المباشر في تحويلي لذلك ، وهو الذي يعاقبني على الصفة الممنوحة لي من قبله !!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى