رؤى ومقالات

حمدي عبد العزيز يكتب …..دكاكين بغير زبائن

للتعرف على أحد أسباب العزوف الشعبي عن التفاعل أو الإنضمام للعمل الحزبي وحالة السخط والاشمئزاز التي أصابت غالب الشباب والتنوعات الشعبية من العمل السياسي يكفينا فقط أن نتابع الآتي :

1- إكتشاف الوفد لوجود عضو بين هيئته (العليا) ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين

وهذا معناه خطير جداً
فأما أن النظام الداخلي لحزب الوفد يقتضي أن يدخل العضو بهيئته المجهولة إلى الهيئة العليا التي هي أعلى مستوى قيادي في الحزب بمجرد ملئ إستمارة العضوية دونما أن يمر على أي مستوى حزبي ودونما أن يتعرف عليه أحد ما من مسئولي الحزب سواء في المستويات المحلية القاعدية أو المستويات الوسيطة وصولاً للمستويات العليا وبالتأكيد دونما أن يشارك في أي نقاش يتضح من خلاله مايعتنق من أفكار

هل يمكن أن نصدق أن ذلك قد يجري في حزب محترم أو حتى حزب غير محترم إن صدف أن كان موجوداً ؟

أم هل أكتشف الحزب فجأة أن هناك عضو قد سقي الحزب كله على كل مستوياته التنظيمية ( حاجه اصفرا) ابتداء من يوم انضمامه لعضوية الحزب وحتى يوم أن صعد وارتقي وترقي إلى عضوية ( الهيئة العليا) للحزب ؟
ماهذا العك السياسي ؟

2- نتواصل مع مافي الحياة السياسية من مضحكات مبكيات ونطالع في نفس المصدر السابق ذكره أن حزب المؤتمر قد قرر على لسان رئيسه السيد عمر المختار صميدة أنه سيقوم بإرسال أسماء الأعضاء المشكوك في انتماءاتهم إلى الأجهزة الأمنية للتأكد من عدم انتمائهم لجماعة الإخوان!!!!!
ماشاء الله
ولماذا كل هذا الجهد
إذن فليطلب السيد رئيس حزب المؤتمر حضور مندوبين الأجهزة الأمنية لاجتماعات وأنشطة الحزب بدلاً من أن يجهد نفسه ويحمل الملفات على ذراعيه إلى حيث مقر هذه الأجهزة

هل هذه حياة حزبية محترمة؟

3- وثالثة الأسافي كما يقولون
فإن المهندس حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري قد صرح لنفس المصدر أن حزبه ( الشاطر) كان قد راجع مع الجهات الأمنية ملفات أعضائه ومرشحيه قبل خوض إنتخابات البرلمان
وأنه عندما نبههم الأمن الوطني إلى اندساس أحد المنتمين إلى الجماعة الإرهابية في ترشيحات الحزب تم التخلي عن ترشيحه على الفور
وأن الحزب ( مازلنا مع حزب الشعب الجمهوري) يقوم بعمليات جرد لاعضائه بصفة دورية للتأكد من خلو الحزب من عناصر تلك الجماعة

بعد هذه المهازل المدوية
فقد وصلت إلى يقين مفاده
أن حزب الوفد الذي أسسه سعد زغلول وقاده مصطفى النحاس قد تحول من حزب حقيقي ملئ الأبصار والاسماع في القرن الماضي إلى كيان عشوائي هزلي لاعلاقة له بتاريخ حزب الوفد

وأشك أصلاً في كون هذه الأحزاب التي ذكرت تعرف قياداتها أو أعضائها الفارق بين الإخوان المسلمين كجماعة فاشية سياسية وبين أي انتماء سياسي آخر
بل إنني أصبحت أشك من الأصل أن تلك أحزاب سياسية تحمل انتماءات وأفكار سياسية أو حتى أفكار تنظيمية تقليدية عن فكرة ماهو التنظيم السياسي

وأن هذه الأحزاب التي تشغل عشرات المقاعد في البرلمان لاتستحق أن يطلق عليها احزاباً من الأصل
والأصح مع كل الإحترام لنوابها وأعضائها وقياداتها أن نطلق عليها المسمى الأقرب وهو ( دكاكين سياسية)
دكاكين بغير زبائن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى