كتاب وشعراء

أبي ……… شعر // پرشنگ أسعد الصالحي // العراق

أبي

قد مضى ثلاثة مئة وخمس وستون يومًا
على رحيلك الموجع
لكني ما زلت هنا بإنتظارك أعانق طيفك
أبي إني أعاني حرمانًا مستترًا
كلما تطأ قدمي عتبة المنزل
تلطمني صورتك بصراخٍ وسط روحي القاتمة
ولن تكف ..
تنادي .. أين أنت ياأبي
وأنا لم أصل بعد .. لحالة الشبق لكينونتك المثلى
ليت هناك هدهد سليمان يأتيك بالخبر اليقين عني
ليخبركَ أن المنزل دونك عدم
لا دفئ فيه ولا روح تسكن ارجائه
غيابك يرشق صدري بأحجار يحسبونني كبئر مهجور
لا أحد منهم يسعف نشوتي اللاهبة لشعوري المتخم
بدويّ الاعصار فتؤثر بي الصواعق والبرق
في محاولة لتنهي أمري
آبتاه هنا
صمت و فراغ مرعب يفزعني
والرب حتما يشاهدني مختبرًا صبري
أغني نغمة الاشباح تارة
وتارة أرتل تراتيلي المعتادة
(أبي فقدانك قد كُسرَ ظهري حقا)
أنت كنت ظلي وظلالي وداري ومداري
ومهجة لنوري و أقداري
برحيلكَ …
تفرقع كل كلي كأنني مكبّلة اليدين
في بلاد الغجر ولا أحد يفهم لغتي وعلتي
كصوت نفثات البراكين
تمزق كل المارين
في حين أقهقه كالمجانين
وفي حين آخر أجهش بالبكاء كطفلة سرقوا دميتها
وجلست تنادي نظيرها الروحي
ولا أحد هناك
غير وخز ينحر بجسدي
وهذيانات تستوطن مخيلتي
فكل اللقطات اليومية حيث أراك به
أنت ماكث بكل مكان حولي

سأدون على عتبات كل البيوت
هنا حيث تقطن اليتيمة
التي تستنشق روح آبيها
كالغليون على مقصد الافتقاد.

15/11/2021نوڤمبر
2:35ص يوم الاثنين
پرشنگ أسعد الصالحي

الذكرى السنوية الاولى لوفاة والدي رحمه الله وجعله في فسيح جناته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى