كتاب وشعراء

نصوص متفرقة_ الشاعر أكرم بخيت / العراق

سأدعو النهرَ الذي تَنَفَسَنا
ذات شوق
ليتضرعَ للهِ
أن تعودَ اليه العافية
فقد تسرّبتْ له الأخبارُ :
انَّ الشمسَ ادلهمّتْ بالظلامِ
وان زهرة العبّادِ
قد ذبلت
فيا نهر الحلةِ ادعوك  ادعوك للتضرعِ
ولا تتركُ عمتنا النخلة وحيدة
تذرفُ أدمعها
لضيم الشمسِ
وبكاء العبّاد…..
…………..

سأتركُ لكَ البابَ مفتوحاً
على مصراعيها ،
 وسأتركُ مزلاجها مفتوحاً
يعجُّ بهِ الأنتظارُ
صدئاً بالرغبةِ
ورقصات حروف النص……
تعالَ
ألوِ عنانَ الطريقِ
واختزل الوقتَ
الذي فرَّطَ بي
وأكرَمَ  في ضياعي
على أعتابهِ الثلجية…….
تعالَ
وادخل مدينتكَ المرصّعة بالنجومِ
وأديمها المعبّدُ بالرخامِ
وأهلها اللابثون على جانبي الطريق
من الرعشةِ الأولى برائحة الترابِ.
تعالَ
ايها الشيطان
الذي يراقصني حقبتين من الزمان
مُرتشفاً لعابَ سرابي
ومُرتّقاً جراحهُ
بسنابلِ قلبي المثلوم…………
………….

تورّدَ الحزنُ بعدكَ
وامتعضت هذه الشمسُ
وما ضحكتْ
منذ حربين ونصف مقبرة
الجداولُ التي كانت تشقُّ الحقول
جفّت كئيبةً
تبحثُ عن قطرةِ ماءٍ.
الكلأُ  يشحذُ المطرَ
والرعاةُ باعوا مواشيهم
وعبرتْ بلا تأشيرةٍ تلك الحدود.
لاشيء في البساتينِ كما كان
فلا  صدى صوت عبود
يلاطمُ الجذوعَ والسعفَ ولايعود
ولا الشوارعُ تنبضُ بالضحكاتِ
ولا الأضواءُ الناعساتُ
توميءُ أنْ تعال ،
فتجثو القلوبُ على رُكَبِها
تعانقُ السكونَ .
لاشيء كما كان
فلا لصوصٌ في البيوتِ
اللصوص تسلّقوا السلّم الموسيقي
فأطربوا الحي وصاروا لصوص بلاد.
أبي
لاتسألني من أحرقَ السنابلَ
وأضرمَ حقدهُ في قلبِ الحقولِ
وعند الفجرِ تفحّمَ وبات هشيما
لاتسألني ياأبتي
فلا شيء هنا كما كان………..
……… …..
غداً أرسمُ صورةً
لما تبقّى لي
سوف لن أقود أعمى وأعبر به الطريق
لن أطعم الليل صحوي
لن أكترث لموت وردة
او للمعان سنبلة
لن أعجّ بالذهول
أن كان أحدهم ساخطاً بلا سبب
لن أتماهى مع الحمام
وهي تدلني الى غير اعشاشها
غداً
أوقّت المنبه في جهازي
كي أنسفُ في الصباحِ كل شيء سواكِ
لأحظى بعالمٍ  يفهمني……
………….
( اذا ما أتيتِ)

على قارعةِ الحبِّ وقفتُ
أرممُ قلبي
وأُلملمُ في قلقٍ شتاتي
أمدُّ ذراعَ التمني
فوق أرصفة خطاكِ
وأرسمُ حيرة الشمسِ
–  اذا رأتْكِ- على جدارِ الأنتظارِ
أتقبّلُ كفيكِ
أم تنامُ خرافة في مقلتيك؟
فتأتينَ يغسلكِ الرحيقُ
فتغسليني بالزهوِ
ولون الجلّنار………
سأوقفُ خطى السنين
وهي تلهثُ للولوجِ في رحمِ التنائي
سأوقفها
وأُوميءُ صوبَ عينيكِ
وبعينيكِ غابة زيزفون
ظلالها الأخضر الداكن يسكنُ طير الروحِ
فتغدو جناحاهُ باقَتَيْ قبلٍ
فيمطران
قبلةً
قبلتين
ألفاً
وتأتين بالأعنابِ والليمونِ
والكرزِ والبخورِ والشذى
وتأتينَ مثل موسيقى
مغمّسةً بالنعاسِ
وتراتيلِ العندليب….
على قارعةِ الحبِّ
أطوي البوحَ الطويلَ
مسافات عشقٍ
فأذا ما أتيتِ
يطويني مداكِ
وأسدلُ مابيني ومابين الأسى هذا الستار……

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى