كتب ومكتبات

( وحيدةٌ) نص للكاتبة وردة أيوب عزيزي / قسنطينة-الجزائر 2020

وحيدةٌ

أرجِعني إليَّ ..لأسْكُنَ كهوفَكَ العامرة
بالفوضى
المهجورة بالنسيانِ
أرجِعني إلى نشأتي الأولى
إلى صِبايَ المتمَرِّدِ
إلى دلالِ صبيّةٍ ..
أذقني طعمَ الإنتصار

أرجِعنِي لدلالي
أرجِعنِي لجمالي
أرجِعنِي
لحلقةِ المستحيلِ
أرجعني
لصمتي ، لثرثرتي ، لسكوني،
لهدوئي ،
أرجعني..
لفوضى ألعابي
وصمت ألعابي
وجنون ألعابي

ياسيّد الغيابِ أرجِعني
إلى آخرِ رصيفٍ مِنْ حَيّينا
وبللْ ريقَ الأمنياتِ على وجوهِ المارةِ
ودعني ألمِسُ عذاباتِ الوحدةِ
بكفّكَ
أنا ياسيّدَ الوجعِ القديمِ ..
نَقَشتُ هذيانَ الوحدةِ قابَ كفيَّ النجومِ
وبينَ أحزانِ القمرِ
وقابَ رمشِ الليلِ الهادىء المُثقَلِ بالأسرارِ
يا هذي الأسّرارُ !
فأنا القديمةُ بالأسرارِ
المخبّأةِ تحتَ وسائدِ العارِ
يا للعارِ !!
بصمةُ موتْ
شهقة صمتْ
رجفة خوفْ
وخِذلانٌ….
ونار
منْ يداعبْ شِفاهَ الوحدةِ ؟
تحتَ أنظارِ النهارِ
والاقمار ..؟
وأنا الجميلةُ المبعوثَةُ مِنَ السماءِ
المحظوظةُ بكْ مِنَ الاقدارِ

وحيدةٌ ..
في المساءاتِ الباردةِ ،
المغطّاةِ بالغيمِ والأمطارِ
تَلبسُ ثوبَ الدّفء الوقارْ
ملطّخةٌ أمانيها
بنشوةِ العار
وحيدةٌ..
وشيبُ الأمنياتِ يحرقُها
والشوقُ يَسْكنُها احتمالات الفرار
فلا مناصَ ولا فَرار
معطّرةٌ أحلامُها الحبلى بذاكَ القرار
يا أولى الطعناتِ في خاصرةِ النحيبِ
أرجِعني إليَّ
لأنتصرَ على رغباتِ المِحَنْ
وشهواتِ الزمنْ !!
أرجِعني إليّْ
أرجِعني إليّْ..
يا سيّدَ الوجع القديم !!

ذات انتظار بارد
2020- 11- 20
وردة أيوب عزيزي

من نصوص لهفة بطعم الانتظار البارد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى