كتاب وشعراء

كل ما تعرفه! بقلم عبدالوهاب محمد يوسف السودان

كل ما تعرفه ، للحظة ، يثب بعيداً
ينسل مِن رحمِ الذاكرة
المعذب بماءِ الحزنِ الدافق

كل ما تمسكه ، للحظة ، يداك
يذيب كذئبقٍ ،
أو يتبخّر دفعةً واحدة
تحت حرارة تنبعث مِن جحيمٍ آخر
شبع منه خراف الرب

كل ما يراه ، للحظة ، عيناك
يفرُّ موجوعاً نحو العدم
أو يختبئ خلف دغل ظلام ، خوفاً
مِن نظراتِ الشمسِ

كل ما تعرفه ، سابقاً ، والآن ؛
سيقصف هدوء قلبك
إلى غابةِ القلق

كل ما تعرفه ، سابقاً ، والآن ؛
سيتنكر لكَ بفظاظةٍ
ويخز سهم الشك جِلد يقينكَ

كل ما تعرفه ، للحظة واحدة
سيتلاشى ، يفرُّ
دون أن تجد ما يحول أو يفسِّر ذلك

تتمنَّى لو كان بوسعكَ الجنوح
إلى البداهةِ القائلة :
” دعكَ عن كل شيء ، فكل شيء
يكمن في التفاصيل ”

عبثاً؛ ذلك ليس كل ما في الأمر
طالما الفراغ هو فقط ما تبقى
فلا أحد يهتم بالتفاصيل!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى