رؤى ومقالات

صهيب الزيدي يكتب … إلى سيادة الرئيس

إلى سيادة الرئيس
لحظة . ولكن أي رئيس ؟!
فلنا أكثر من رئيس ..!!!

شيء محرج..
إذا أرى أن اختزلهم جميعا في كلمة (رئيس)..

إلى سيادة رئيس …

تحية ليست طيبة …
وبعد

منذ مدة لم تسأل عن حالنا … فأدركت أن لديك ما يشغلك عنا فعذرنا ودعونا بأن يزيد الله في أشغالك وإشغالك … فبدا لي أن أحدثك عن هذه الحال ما استطعت فربما أذهب عنك حديثي أرقا ألم بك بسببنا فتعود إلى سباتك..

  • نحن بخير سيادة الرئيس…
    فربيع العمر غزاه الخريف فلم يبتسم منذ سنوات. لكننا بخير. فهناك وعود بحلم كاذب يبشرنا بربيع قادم ..

وإن الواقع كابوس مشوه الملامح قبيح الإطلالة ..فلا تجزع سيدي فنحن بخير. فلدينا أحلام تتراءى كسراب بقيعة وكلها جميلة ومغرية لها وسامة و هالة.. ولها بريق هازئ..

المستقبل – لا يقلقك شأنه – لا أظننا ننتظره.. ولا أحسبه يشتاق إلينا، فنحن مصروفون عنه دون إرادة منا ..و صرنا نخشاه منذ زمن ليس ببعيد ..منذ أن سلمك الرئاسة ذاك المستقبل المارق،..
لكننا بخير سيدي. لأننا بفضلك صار ينحني الجسد ويتبع الجسد رأسه وبإتقانٍ فائق..

نعم.. بخير سيادة الرئيس ..
فنحن الآن ننعم بالدفء العقيم في أسفل دركات الجحيم .. ولكن ينقصنا شيء ليتم لنا النعيم .. أين خازن النار مالك ؟!!!!

سيادة الرئيس …
ربما ستسألني عن حال الوطن، – اطمئن وأرح بالك – فالوطن بألف (عافنة ) وخير .. وكيف لا ؟؟ وأنت رئيسه المالك ..
لكن بسبب إلحاحك .. دعني سيدي أحدثك عن( القرح) الذي يملا الدنيا والنعيم الذي يغرق الناس في أوحالك … ورغم عجزي عن وصف ذلك .. سأضرب لك بعض الأمثلة علها أن …….
ولا أظن ذلك .

فهنا لا طفولة تلعب أو تتعلم أو تضحك أو تتبسم ..
ولا شباب صحيحا ومعافى ومثقفا ..أو طموح إلى… أو متحفز..
ولا شيوخ آمنة مستقرة باتت بلا مأوى وتخاف بعد الموت أن لا تحصل أجسادهم على مثوى…

هنا تشرب الغارات من دماء الأبرياء..
وتفتت القذائف والمدافع أكباد الأباء والأمهات..

ونصلي خلف الجدار
بلا وضوء قبله وليس بعده استغفار ..

نرتدي لباس العابس البائس
وترتدي فتياتنا لباس العزاء والعوانس .. وصرنا نخدع أنفسنا بأننا وحدنا الواقفون بينما الكل جالس .. وجمهوريتنا فقدت حتى المكانس والكانس..

هنا يا سيدي كل الأرصفة مضرجة بالحزن القارس..
كل شوارعه ودروبه تؤدي إلى ميدان أحمر داكن
قتلى هنا ، وجريح نازف.. وشظايا قنبلة هناك .. ولغم تحت الأرض كامن، وغارة وحشية من جانب الميدان الغادر ، ودمار هناك .. وصراخ وعويل في المآذن..

ولا ليل ننام فيه ولا صبح نتغني به أو عصفور مغرد أو بلبل صادح ..
لا غير ..مزيدا من الموت ..مزيدا من الطعنات .. مزيدا من المعاناة والشهقات
وإن تخف فآهات موجوع أو أنين مفجوع أو تقلصات معدة جائع…

وأعظمها علاوة .. ابشر سيدي الرئيس .. قد ازدهر الوطن وازداد ثراءه .. فقد أصبح أرخص قين في سوق النخاسة .. مع أنه الآن يلفظ آخر أنفاسه.. لا تخبر أحدا فيقل سعره أو يعلم الشاري فيزيد إبخاسه ..

والأعظم قدرا ..لقد صار أول وطن يحقق أرقاما قياسية في عدد الراغبين في شرائه ..والمنافسة شديدة . مابين الحبر الأعظم والمرشد العام وشيخ الطريقة وأصحاب السعادة وأمريكا صاحبة الإرادة.. وكلهم مستعدون للدفع بلا هوادة.

لا تقلق …
فنحن بخير يا سيدي…

صواريخ تسقط ومبانٍ تُهدم وأرضٌ تُدك .. ومعالم تُمحى .. ومدن تتبخر ..
ودخان أسود يتصاعد للسماء فيصبغ وجه شمس هذا الوطن فيتوارى وهجها خلف سواده المهين الحالك.
بينما شموس جميع الأوطان ساطعة .. وحدها شمس وطني من تكسف وتخسف ..ألا ترى تفوقنا عليهم سيدي بعظيم أفضالك..

نعيش في وطن له أكثر من حكومة : حكومات عدة في الداخل .. وحكومة
تعيش في الخارج .. وكل حكوماتنا تديرها حكومات أخرى من دول شتى ..لا أدري ماذا يسمي في السياسة ذلك ؟!!
ولي عذري ..فأنا لست من أولئك ..

لقد صرنا نتصدر عناوين الأخبار في كل القنوات فتسمع الشعوب مآسينا فترثي لحالنا.. وزعماؤها مشتركون في صنع مآسينا ..عجبا لذلك ..

وتراهم يستنكرون على الشاشات ويشجبون ودموعهم تكاد تفيض من الدمع حزنا على حالنا ..ويقرأون الوجع حرفا حرفا وهم من كتبوه حرفا حرفا .. فأي قبح ذلك ؟!!

لكنهم يبادرون بإطلاق صيحات لجمع التبرعات ليس رحمة بنا أو إشفاقا علينا .. بل تكفيرا عن كل جرائمهم ..ولنظل تحت رحمتهم نجوع نجوع ثم نأكل متى ما أرادوا لنا ذلك ..

ولتطمئن سيدي .. فليس هناك أي ثورة أو أي ثور هائج .. فالكل هنا سيدي في الهم غارق .وخانع قانع..
فقد ثرنا مرة من أجل ما يسمى الكرامة ووطن زاهر ..
فأثمرت ثورتنا ضياع شعب ووطن وكل ما يخصهم وضعوه في تابوت عاهر …

لقد صرنا صرنا سواسية في الحال. فنحن أول شعب كله فقراء .. بفضل عظيم عدلك وسطوة جلادك..

المهم سيدي لا تقلق فنحن بخير،
وقصر الله من أفضالك
ولا سلام عليك يا سيادة الرئيس ولا أدنى من ذلك.

صهيب_الزيادي

اليمن
2021-2-20

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى