كتاب وشعراء

شظايا امرأة : بقلم بتول ابراهيم داؤد

شظايا امرأة
____
-١-
أيا حوريّةً تجولُ في مصوّرتي الدّموية
لستُ أسفاً على تلكٓ اللحظاتِ
الّتي أسقيتكِ فيها من مهجتي
لستُ أسفاً على تلكٓ اللحظاتِ
الّتي أمضيتها بتعبّد عينيكِ
وتلكٓ الضحكاتِ المندثرةِ بين شفتيكِ
وتلكٓ القُبلاتِ الّتي أودتْ بي
صريعٓ ثغر

-٢-
لا أتذكر أنِّي تذمرتُ يوماً منكِ
أو سمحتُ ليدٍ بصفعي
كما صفعتي
أو عدتُ طفلاً شقياً حتّى جئتي
أو تمكنَ أحدٌ من ترميمِ نثري
كما فعلتِي
من تلوين ثغري كما لونتي
من تحمّلِ غضبي
كما احتملتي

-٣-
يا قنديلي وزيتي
وشجرُ التينِ
أغيثيني
احتويني
إنّي لفي حبّكِ
دائناً ومدين
قاتلاً وقتيل
عارياً وحصين!

-٤-
لستُ بأسفٍ
على مقامرتي خلسة أقداح ثمالتي
والفوز باعترافٍ غائب عن الوعي
على هيئة أحبّك
إنّٓ المقامرة على الأقداحِ
كالمقامرةِ على القدر

-٥-
لا معطيات، أو مدخلات، أو مخرجات
ونتائج ملموسة
لا سعادة دائمة
أو انتشاء مؤبد
فكلّ زمن ينتشلُ خطيّةً
ثملةً، أو مثوبةً نقيّة
ولا يربح في نهاية هذا العمر
سوى الله!

-٦-
إنّٓ معارفي كثيرة
والنّساءُ حوّلي في حيرةٍ خطيرة
لماذا من بينِ الوجوهِ والأنامِ
من بينِ الركامِ والزُحام
والحُطامِ والرخام
أختاركِ أنتِ؟
مغمض العينين
تقودني إليكِ رائحة المسك
رائحتك!

-٧-
أضمّكِ مرّة
أبكيكِ مرّة
ألعنكِ مرّة
أعطسكِ مرّة
لعلّني ألفظكِ من جوفي
وجميع محاولاتي الأثيثة
نالت جائزةٓ نوبل للفشل
والميداليات الذهبية في الحماقة
وأنت متجزّرة في قلبي
تنهالين من شفتي كالعسل

-٨-
أستمرُّ في وٓلٓهِي هذا ولا أتوقف
عن ممارساتي تلك
عن الحمراء نظراتي
عن عاداتي وواجباتي تلك

-٩-
أستمرُّ في التّحليقِ نورساً
بين فضاءاتِ عينيكِ
لأتخيّلكِ ماءً و سماءً
لطائرٍ يتذوّقُ طعمٓ الحريّة
على متنِ حوريّة!

-١٠-
أغوصُ أكتر فأكتر
ساعديكِ
معصميكِ
گُميكِ
كاحليكِ
أتمرّدُ أكثر فأكثر
مدُّ شفة
وجزر أُخرى
حتّى طالت الرياقُ غلاصمي
فما أجملَ السقوطُ طوعاً
في عمقِ بئرٍ
في جوفِ مرجانة
تحتٓ نعلِ صدفة
أو بين شظايا امرأة!
_______
بتول ابراهيم داؤد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى