رؤى ومقالات

نِتفلكس .. ودراما التسعينات ..!!

ماجد الحربي..كاتب صحافي

نتفليكس‏ هي شركة ترفيهية أمريكية أسسها ريد هاستنغز، ومارك راندولف في 29 أغسطس 1997، في سكوتس فالي، كاليفورنيا، وهي مُتخصصة في تزويد خدمة البثّ الحي والفيديو حسب الطلب وتوصيل الأقراص المدمجة عبر البريد ، وفي عام 2013 توسعت شركة نتفليكس بإنتاج الأفلام والبرامج التلفزيونية، وتوزيع الفيديو عبر الإنترنت ،واعتبارًا من 2017اتجهت نتفليكس نحو مجال صناعة الأفلام والمسلسلات، وبدأ عرض أول مسلسل أصلي تقدمه الشركة ” بيت من ورق” وبعدها ازداد عدد البرامج الأصلية التي أنتجتها نتفليكس من الأفلاموالمسلسلات، والبرامج الوثائقية، وعروض ألـ ستاند آب كوميدي، كما أطلقت نتفليكس حوالي 126 عملًاً أصليًا ، أكثر من أي شبكة أو قناة كابل تلفزيونية، كما أعلنت شركة نتفليكس في شهر أكتوبر من عام 2018 عن زيادة عدد مشتركين الخدمة بها، ليصل إلى 137 مليون مُشترك من جميع أنحاء العالم ، من ضمنهم 58 مليون مُشترك في الولايات المتحدة فقط..!

ما جعلني أتطرق لنتفليكس ، وما تقدمه من خدمات عبر الإنترنت لمشاهدة الأفلام والمسلسلات ، كون المشاهد أصبح واعياً كثيراً ، ولديه حِس فني كبير ، وهو غير مُلزم بمشاهدة قنوات بها مسلسلات لا تحترمه ، ولا تُقيمُله وزناً، ولا لذائقته وتفكيره، ولديه حُرية الاختيار والاستمتاع في الرؤية والمشاهدة لما يُريد، ويستطيع أن يُميز بين الغَثْ والسمين ، وبين الكوميديا الحقيقية ، وبين التهريج والتسطيح ، وبين الدراما الحقيقية التي تُلامس هموم الناس ومشاكلهم في المجتمع ، وبين التسطيح ، والتهريج على اعتبار أن المشاهد لا يفهم كما يفهمون هُمْ القائمون على المسلسلات من مؤلف وكتَّاب سيناريست ، وممثلين من جيل الستينات الميلادية، وربما قبلها ، ويعتقدون أن المشاهد لا يملك أن يُقَيَّمْ تلك الأعمال ، والتي في كثيرٍ منها غير صالحة للعرض لا لكونها تخدش الحياء ، مع إن بعضها قد يكون كذلك ، ولكن للغث والاستهبال ، والعَبط ـ إن صح التعبير ـ الذي يُقدم للمشاهد في بعض المسلسلات ، لمجرد الحضور الموسمي في شهر رمضان من أجل جمع كمية أكبر من المال ، بغض النظر عن رضى المشاهد أو سَخَطِه مما يُقدمون  ..!!

 ومن الغريب والمُدهش معاً ، فوق كمية الغرابة السابقة أن عقليات أولئك الكُتَّاب والممثلين الكِبار مازالوا بنفس عَقلية الستينات ، ناسين أو مُتناسين تطور فِكر الناس والمشاهدين خاصة من الشباب من الجنسين في عصر السوشال ميديا ، وعصر النتفلكس،وهؤلاء مازالوا ( محلك راوح ..!! ) ومع الأسف أضحت مُناقشة القضايا التي تُهم المجتمع ، لم يتغير فِكرها ومضمونها مُنذ التسعينات الميلادية، وقت عرضها آنذاك ، حتى العبارات التي يقولها أولئك الممثلين مُستحضرة أيضاً من ذلك العهد ، أيام التسعينات من مثل مصطلحات ( توطوط ، ويش طاعونك ، إلخ  …! ) وقِس على ذلك من نفس مصطلحات طاش أيام التسعينات ، وغيره من المسلسلات التي تناقش القضايا المستجدة ،وهموم الناس بنفس التفكير ، والعقلية تبع التسعينات ، ولم يطرأ عليها شيء من التغيير والتطوير ، فضلاً عن التجديد ..!!

وخِتاماً .. على القائمين على تلك القنوات والمسلسلات إدراك ذلك جيداً ، والعمل على التغيير والتجديد بما يتواكب مع مُتغيرات هذا الزمن ، بعيداً عن التسطيح والتهريج ، والذي يصل حد الابتذال ، وعلى الفنانين الكِبار ممن لا يرون لهم مُنافس في السنوات الأخيرة ، وتوقعوا بأنهم هم الوحيدين في الساحة ، ولذلك لم يطرأ تجديد ولا تغيير في طريقة الأداء ،عليهم أن يُدركوا تماماً بأن فنانينَ شباب مُبدعين من أمثال أسعد الزهراني ، وحبيب الحبيب ، وغيرهما من الشباب المُبدعين قادرين على أن يُعتمد عليهم دون وجودكم ، وأن يحلوا محلهم ، وعليهم أن يرضوا ويسلموا الراية بكل رضىً وسِعة صدرلمن بعدهم ، وعليهم أن يتقاعدوا من التمثيل ـ إن صح التعبير ..! ـ وأن يعلموا عِلم اليقين بأن لكل زمنٍ رِجال ، وبأنها لو بغيت الشهرة والمَجد لغيرهم لما وصلت إليهم ..! والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه ..!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى