رؤى ومقالات

د. إلهام الدسوقي تكتب : النيزك.. أم الصاروخ؟!

سيقع في الهند، سيسقط في الصحراء، سيحترق في الفضاء، أكذوبة تداولها المواقع. حوارات لا نهائية عن الصاروخ المنتظر قدومه من السماء في أي لحظة

سقط أكبر نيزك من الفضاء ووزنه بلغ ثمانين طن في صحراء نيفادا ولم يصب أحد بأذى ومر الخبر ولم يلتفت إليه أحد بالرغم من حجمه المهول، أما هذه المرة فقد بدأ التهديد ينتشر عبر مواقع التواصل فالصاروخ الصيني الذي أطلقته يبلغ ثلاثون متراً وأحدي وعشرون طن ولا يعلم المطورين أين ومتى سيقع على الأرض بعد فقدان السيطرة عليه. هو كتلة من المواد القابلة للانفجار تسير بسرعة كبيرة وينظر البشر إلى السماء يومياً متوقعين ظهوره دون أن يدرسوا طبيعة الأجسام الفضائية شديدة السرعة والتي تحترق عند دخولها المجال الجوي للأرض نتيجة الاحتكاك الشديد في وجود الأكسجين وتحترق بالكامل في الهواء إلا بعض الأجزاء المحترقة التي قد تسقط مسببه بعض الأضرار ومع القلق الظاهر والرعب المنتشر سمعت أحد الأصدقاء يدعوا بأن يحمينا الله من الصاروخ وأن يسقط على بيت طليقته فيخلصه منها ومن طلباتها وأخر يتمنى أن يسقط الصاروخ على مدينة السادس من أكتوبر فوق رأس من لا يرغب صحبته وطفل يتمنى أن يسقط في حمام السباحة الذي يتدرب به يوميا دون رغبته. أما ما أضحكني فهي أمنية أحدهم أن يسقط الصاروخ على سد النهضة لينهي المشاكل القائمة بسببه.

مع كم من السخط على البلد الذي أطلقته وفقدت السيطرة عليه من قبيل هم أساس البلاء، هيخلصوا علينا وكفاية بهدلة بسببهم ونهاية العالم ستكون على أيديهم دون أن يتساءل أحد ما الغرض من إطلاق الصاروخ وهو توصيل الوحدة الأساسية لمحطة الفضاء الصينية التي استمر تجميعها أكثر من عام كامل وكان من المخطط أن تسقط بقاياه في البحر ولم يلتفت الساخطين للهدف الأساسي وهو ضمان بقاء الصينيين في الفضاء تطبيقاً لمبدأ السيادة والسيطرة واكتفينا بالشجب والاستنكار. 

عدت إلى عقلي الباطن أسأله أين تحب أن يسقط الصاروخ فوجدته يتمنى أن يسقط في صينية الكنافة بالنوتيلا التي لا أستطيع مقاومتها

سأسرع بالتهامها قبل أن يسقط الصاروخ 

* خبير السلوك المهني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى