كتاب وشعراء

الشاعرة السورية فتون حسين الحسن : مرآة أيلول

على قبسٍ من رذاذ انتظاري
أناجي سمائيَ
حيّ على خضرة النبض
فالزمن الآن
فيض من الوحي غبّ الأفولْ
فأبصر في سدرة الروح
وقداً
يشب اعترافا بوعد الهطولْ
أيهذي الخريف بحرفي
وأبقى على أهبة البوح
منذورةً للعبيرْ؟!
أم انّ اصفرار اللغاتِ
يجافي لحون الحياة
فأسمو إلى لغةٍ من حريرْ؟!
تلفّ الدروبُ
ارتعاش جهاتي
فينأى لفيفُ أزاهير حلميَ
عن ذا الشتاتِ
وأطوي ذواكر دمعٍ تشرَّدَ
ما بين أهوائه والخيالْ
كأني أحيك لأيلول ثوباً
موشّىً برؤيايَ
شوقَ الكمالْ
وأيلولُ يهذي:
أذيّاك ما خمرَتْه الكرومُ
بريّا حنينيَ خوفَ الزوالْ!؟
فيبسِمُ في البالِ
إيحاءُ نهرٍ
ويمتدّ حتى فضاء الوصالْ
فحيناً أراني
أمزقُ ما حكْتُ
حتى يعود حبيبي
وحيناً أقصّ على كل ثوبٍ
حكاية حلمٍ سرَت باللهيبِ
لأني ملأتُ عروقَ لياليَّ
شدواً رواءْ
أحالَ الخريفُ
عبوسَ رؤاه بريقَ انتشاءْ
تدور وريقاتُ هذا الخريفِ
بآلاء قلبي
فأتلو عليها سلامَ الربيعِ
لتعلوَ جذلى
وترتادَ كل المواسم صوبي
أنا الآن مرآة أيلولَ
يسألني في سموّ رضاهْ
عن الأمسِ
إذ هيّمتْهُ دناهْ
أجيبُ
وقد مسّ روعَ اشتياقي
وأختالُ
مخمورةً بانعتاقي
دوالَيكَ ما ما مرَّ
ما قد يمرّ
وما فاض عني
شآبيبَ عطرٍ تبثّ الأماني
بترجيع لحني
دوالَيكَ
ما أشرعَتْه القوافي
فيوضَ ارتحالٍ
إلى عِتقِ روحي
بآياتِ جنّي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى