رؤى ومقالات

محمود عزب يكتب : هل أنا مسؤل أمام الله عن أي كائن مات ؟

 بشئ من الهدوء والسكينة والنظر للأمور بواقعية وتروي مع أهل التدبر والتفكر والوصول الواثق لآرض الإيمان والقناعة الحقيقية بوجود رب لهذا الكون ومع أهل التسليم الكامل بأن التوراة والإنجيل والقرآن , هي كتب سماوية من عند الله وأن موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام هم رسل من عند الله , وحتى وإن اختلفنا في مدى صحة أو في فهم بعض آيات هذه الكتب , وبأنها في أصلها الكائن بين أيدي الكل أو البعض من أهل الديانات أو بين أيدينا كعوام الناس أو فيما أخفاه عنا البعض من فرسان المعابد اليهودية أو النصرانية أو الإسلامية أو بدله أو تلاعب بمعنى مضمونها وفهمها كآيات . أما من اختلطت الأمور عليهم ممن يرفضون الإعتراف بهذا الواقع أو ممن يقومون بتأدية العبادات كمظهر موروث أو منقول أو ممن اعتادوا ذكر كلمة الله دون الحرص على إسكانها بأعماق الصدور , فهؤلاء فقط ومع هذه السطور دون غيرها , عليهم إما أن يستمعوا بشئ من التوقف دون صخب أو هلوثة أو أن يتركوها وكأنها لغة قوم قد اندثروا منذ قرون . والآن إلى سؤال هو محور كتابتي لهذه السطور وهو هل إن كان قضاء الله بأن يموت إنسان ما على سريره أو في حريق أو غريق أو مقتولاً أو تحت ردم بيت قد انهار للغش فيه أو لقدمه أو من قاذفة فجرته أو هزة هدمته أو فيضانات دمرته , هل كان لهذا الإنسان ولو اجتمعت الأرض بإنسها وجنها , أن يعيش أو أن يموت بغير ماأراد الله له ؟ بالطبع وحسب العادة والتعود , فسوف يسارع القارئ أو المستمع ليقول لا . ولكن الذكي قبل أن يبحث عن الإجابة , لابد له وأن يسأل نفسه وأولاً عن سبب الطرح لمثل هذا السؤال وماهي علاقته بما أعلاه من سطور , وأقول , يسأل نفسه ثم يصبر وقبل الإجابة عن سؤالي , يتمهل حتى تأتيه البقية . فإذا كانت الإجابة القطعية بلا , فهل لنا من الغوص في رحلة البحث عن كل الأسباب التي أخذته للحظة الموت ؟ ومن المسؤل منا عنها ؟ وبأي وزن من أوزان الذرات الفعلية أو القولية أو الصمتية شارك المرء منا في وقوع هذا الحدث حتى ولو كان موت في الفراش ؟ سيقول البعض , وهل أنا مسؤل عن موت جار في نفس البيت أو الحي أو الوطن أو العالم ؟ أقول له وبتوصيف يتدرج من قمة المسؤلية وصولا لعموميتها , نعم , فكلنا مسؤل عن طفل مات من الجوع أو الفزع أو شيخ مات من المرض والألم وعن رجل قتله الجهل أو الغدر وعن شاب دمره الوهم أو طول الأمل وعن فتاة حصدها عار الرزيلة أو الأحلام وعن حيوان أبادوا مزارعه وعن أشجار اقتلعوا جذورها وعن أسماك سمموا أنهارها وبحارها وعن جو لوثوا دروبه وعن أرض خربوا سطحها وأعماقها . ولكن هل كلنا على نفس درجة السؤال والمسؤلية ؟ بالطبع لا , فلكل منا درجة على هذا الخط تبدأ بمن لابد وأن يسأل القلب عن طبيعة كل أمر منها ويرفض مااختل منه و لتصل إلى من لابد وأن يسعى لإصلاح كل عيوبها . وإن تخلى المرء منا عن مسؤليته وعلى قدر الوزن الحقيقي لنعمة العقل التي وهبها الله له وليست تلك التي لوثها أو أبادها بجهله او طمعه أو سفهه , وعلى قدر استيعابه وإدراكه وفهمه , فهل هو مسؤل عن هذا التخلي يوم العرض على الله ؟ بالطبع نعم وبمقدار الذرة من الحرص أو التخلي , فليبحث كل منا عن حقيقة دوره الذي خلقه الله من أجله دون خداع نفسه بكل أوهام وأسباب طمسه وليحاول تقديمه ونشره في نفسه ومن حوله وبالحق والعدل والمحبة والسلام الذي يرضى عنها رب الرحمة والعدل والمحبة والسلام . 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى