كتاب وشعراء

~•¤ قصائد متشابهة ¤•~ الشاعر ☆هيثم الأمين _ تونس☆

قصائد متشابهة
ــــــــــــــــــــــ
لقد كانوا يقفون على ناصيتكَ.. وينتظرونْ !
لكنّكَ لم تَمُرْ
وفي آخِرِكَ، لم تكُ هناكْ
لتلوّح لهم، من وراءكَ، بآخر ما تعلّمته من أصواتْ؛
كانوا يتقاسمون أرغفة صمتك
و يحاذرون أن يختنقوا بما دسستَه، داخل الأرغفة، من قصائد متشابهة !
كان أحدهم
يوزّعُكَ عليهم.. ويضحكْ !
ربّما، لم تكُ ذلك الشّيء الذي يوزّعه عليهم.. و يضحك !
ربّما، كان شيئا يشبهُكَ !
انعكاسك على صفحة مرآة ما، مثلا !
أو، ربّما، كان يوزّع عليهم أحد ظلالك؛
ربّما، ظلّ كان قد هرب من عجلات سيّارة مسرعة.. و منكَ
و أنت تترنّح على حاشية الرّصيف
وعندما أراد العودة إليك.. لم يجدك هناك !!!
كانوا يقفون على ناصيتِكَ
وينظرونْ.. في اتّجاه أصابع لم تكنْ لكَ !
كان الإبهام رجلا أميّا يقرّ بكلّ ما ورد في تقرير البوليس !
كانت السّبّابة تضغط على زناد بندقيّة؛
بندقيّة خارج الحرب و خارج الصّيد !
الوسطى.. كانت مرفوعة في وجوه العابرين
و في وجهكَ
وأنت كنتَ
تضحكُ
كطفل يشاهد،
لأوّل مرّة،
كلبا و كلبة يمارسان الجنس، في الطّريق العام !
أمّا الخنصر و البنصر
فقد كانا في الباص
يقصّان نكاتا سمجة على مؤخّرة امرأة تكره الأحذية الرّياضيّة !
كانوا يقفون على ناصيتِكَ
وينظرون إلى حيث تشير شجرة نشأت في الشّوارعِ،
ينظرون
إلى حيث يشير حبل غسيل متقاعد،
ينظرون
إلى حيث تشير سرّة حبيبتكَ
و ينظرون
إلى حيث يشير ما كان، يوما، وجهُكَ !
كانوا على ناصيتِكَ:
رجال البوليسْ،
مهرّج كان يبحث عن عملْ،
مُغنّي،
شاعر طردوه من كلّ الحانات
فخرج يبحث عن امرأة يكتُبُها قصائدَ ورديّة
ثمّ يترُكُ أحزانه تكبُر داخلها.. ويرحل !
كانت معهم امرأة تُشبهُ النّهرْ
ومعهم
كلاب سائبة لا تكفّ عن النّباح !!!
كانوا، جميعا، على ناصيتِكَ.. ينتظرونَكَ
وأنتَ..
كنتَ قد أغلقتَ هاتفكَ الذّكِيْ،
ترَكْتَ، على الطّاولة، كلّ قهوتِكَ، تقريبا
وأكلتَ كلّ صمتِكَ.. دون حذر
فسَقَطْتَ،
على رصيف الأبجديّة،
قصائد متشابهة
وجمهورا
لا يتسلّق وجهَكَ
لتلوّح له، من وراءك، بآخر ما تعلّمته من أصوات…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى