رؤى ومقالات

نوائب الدهر تدور .. بقلم/ د.غادة ناجي طنطاوي ??

كاريكاتبر نشرته السفارة الروسية في باريس على تويتر،
لجسمٍ مريض كتب عليه “أوروبا”، وفوقه طبيبان يرتديان قبعتين تحملان علم الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، يقومان بحقن المريض حقنًا خبيثة كتب عليها، كراهية روسيا، العقوبات، النازية الجديدة، كوفيد-19، الناتو وثقافة الإلغاء. وعندها بدأت الحكاية..!!
أمرٌ أزعج الرئيس الفرنسي (ماكرون)، ليصرح بأن الكاريكاتير إهانة غير مقبولة، مما استدعى المتحدثة بلسان الخارجية الروسية (ماريا زاخاروفا)، بأن ترد قائلة؛ “ألم تكونوا أول من ندد بأن رسوم الكاريكاتور أمر طبيعي..؟؟ وإن كانت تمس الدين أو السياسة..!! قررنا اتباع نصيحتكم واستخدام الهجاء الذي اعتبرتوه، دليلًا على حرية التعبير، والآن لا يعجبكم شئ..!!”.
وهنا لايحضرني سوى بيتًا للمتنبي، قال فيه؛
“وقل للشامتين بنا أفيقوا فإن نوائب الدهر تدور”.
منذ مدةٍ طويلة ونحن نتحمل تطاول الكثير منكم على الإسلام، بدايةً من رسوم (شارلي إبدو) المسيئة، إلى تصريحات المنتج الهولندي (فان دورن)، في فيلمه المسئ لنبي الأمة صلى الله عليه وسلم. والمذهل في الأمر، هو كم التطاول، الجهل والجرأة التي وصلت لحد الوقاحة في المجتمعات الغربية.. ألستم أول من ابتدع نظرية لكل فعل ردة فعل، مساوية له في المقدار ومعاكسة له في الإتجاه..؟؟ فلماذا كل هذا الإستغراب من ردود أفعال البعض تجاهكم حين تتعدون بكل عنجهية على سياساتهم..؟؟.
الفيلسوف الفرنسي (ميشيل أونفري) صرح تصريحًا صادمًا، فقال؛ “تقصفون بلادهم، تشردون أبنائهم، ترسمون نبيهم في أبشع الرسومات، تساندون المسيحيين الأفارقة وتسلحونهم ليقتلوا المسلمين في مالي وأفريقيا الوسطى ثم تظهرون بمظهر الضحية.. !! لا تضحكوا على أنفسكم فلن يصدقكم إلا الأغبياء والمنافقون”.
مادمتم تتحلون بالجرأة الكافية حتى تطرقوا أبواب البعض، فلتكن لديكم الشجاعة حتى تنتظروا الجواب..!! على مر الأزمنة، وبالرغم من سوء أخلاقكم، انعدام النخوة فيكم، تفكك الأواصر الإنسانية لديكم، لم يجرؤ مسلم واحد على إهانة سياستكم الجائرة ولا التعرض لأديانكم، علمًا بأننا جميعًا نعرف أن الدين عند الله هو الإسلام، وأنه أتى لِيَجُبَّ ما كان قبله من الأديان. ألسنتكم الناطقة

بسياساتكم النرجسية حاربت الإسلام بحجة ردع الإرهاب ووقف التطرف، والآن تتطاول على بعض الدول خلف قناع تحقيق معادلة السلام ووقف الحرب، وفي حقيقة الأمر، كلما تدخلتم بحجة الإصلاح، تحدث كارثة تهدد البشرية.
أنتم قوم بلا هوية..!! في أفلامكم تطلقون النكات والعبارات الساخرة على بلادكم، حتى وصايا الإنجيل والتوراة الكثير منكم لا يعرفها..؟؟ وإن عرفها لم يتبعها..!! فماذا نتوقع منكم..؟؟

د. غادة ناجي طنطاوي.
Ghada_tantawi@

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى