رؤى ومقالات

هاني عزت بسيوني يكتب …مرتضى منصور المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية !!

مرتضى منصور في المقدمة …
بل ويتفوق على بقية المرشحين الجمهوريين في استطلاعات الرأي الأخيرة للرئاسة الامريكية .. وهو يثير في الساحة الأمريكية اهتماما كبيرا لكونه مرشحا غيرعادي فهو يتكلم بسوقية غير معهودة في السياسيين .. كما انه هجومي ومندفع .. ! ..
مرتضى الامريكاني .. هو دونالد جون ترامب المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية .. ولما لا ..!؟
الم يحاول مرتضى الترشح لرئاسة مصر وفشل .. ها هو شبيهه الامريكي يحاول ان يكون رئيسا لامريكا ، والفارق الوحيد بينهما ان مرتضي يكره اسرائيل اما ترامب فهو يميني متشدد عاشق لاسرائيل ، وفي حالة نجاحه قد يكون اول صهيوني يحكم الولايات المتحدة ..!
فمن هو ” دونالد ترامب ” وكيف يري مصر والشرق الأوسط ؟
يرى كثير من الديمقراطيين ان ترامب والتي تقدر ثروته باربعة مليارات دولار ليس اكثر من مهرج محب للاستعراض والشهرة ، غير جاد ولايصلح ليكون سياسيا ناهيك عن أن يكون رئيسا للولايات المتحدة فهو يدلي بتصريحات مثيرة للجدل في الولايات المتحدة دون حسيب أو رقيب ويقوم بحركات لا يفعلها من يريد أن يرأس اقوي دولة في العالم .. مثل أن يدعو امرأة لتصعد إلى المنبر ويدعوها لشد شعره بقوة لترى إن كان شعره حقيقيا ام ” باروكة ” !!! ..
ورغم هذا كله يتصدر ترامب – كما كان مرتضى في الانتخابات الاخيرة لمجلس النواب – استطلاعات الرأي عن الحزب الجمهوري ، بل ويبدو أن الشعب الامريكي يهتم به وبأفكاره كثيرا ويراه مسليا وقد يمنحه ثقته ليصبح رئيسا لامريكا .. كما يفعل مرتضى في اجتماعات لجنة الاندية .. ويقول انا مدير عظيم !
فهو يسوّق نفسه على أنه يستطيع إدارة أمريكا بصورة ناجحة مستشهدا بماضيه كرجل أعمال وخبرته بقطاع العقارات .. واختار لحملته الانتخابية الحالية شعار انتخابي فضفاض هو ” إعادة العظمة لأمريكا من جديد ” ..
ويقول عن نفسه ” درست مجال الاقتصاد بالجامعة وأنا أجيد الاقتصاد لا القراءة عن شاشة التلقين … في إشارة إلى الرئيس أوباما الذي يقرأ معظم خطاباته مستخدما هذه التقنية …. ولكن وللاسف ..
كنا نأمل أن تكون المنطقة مقبلة على شيء من الهدوء والتعقل بعد سنوات الفوضى والدمار التي يعاني الجميع من آثارها ، لكن يبدو أن الطريق مازال طويلاً بعض الشيء لكي نوقف المأساة ونستعيد الاستقرار ونبعد المخاطر …
كنا نرى إمكانيات الحل السياسي تتزايد بكل من اليمن وسوريا لكن الدور الإيراني مازال ـ للأسف ـ يسعى لتعطيل هذا الحل ويحاول ـ بكل الطرق ـ منع الوصول إلى المصالحة المطلوبة ويحاول استغلال الموقف المتخاذل للرئيس الأميركي أوباما بتوسيع نفوذه الذي يصفه وزير الدفاع الأميركي كارتر بأنه ” نفوذ مشؤوم ” دون أن تصل كلماته لرئيسه المعجب باتفاقه مع إيران والساعي للتحالف معها والرضا عن توسيع نفوذها بوطننا العربي في الوقت الذي لا يعتبر فيه “داعش” خطراً على أميركا وإنما الخطر يأتي المتغيرات المناخية !؟؟
الرجل سعيد بأن تنشر إيران نفوذها وأن تتمدد عصابات الإرهاب الداعشي وغير الداعشي لتغرق المنطقة العربية في الفوضى وليتهدد أمن كل البلاد العربية ومعها أوروبا وغيرها .. لانه يعتقد أن أميركا ستظل بعيدة عن آثار هذه الفوضى وأن مصالحها ستظل في أمان ما دام الدواعش لم يصلوا إلى نيويورك بعد .. لقد نسي احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 !!؟؟
اوباما يرى انه ما دام النفوذ الإيراني يكتفي ـ حتى الآن ـ برفع أعلامه في عواصم عربية ” فقط ” وإثارة الفتن والحروب الأهلية في أنحاء الدول العربية ” فقط ” .. التي أرادتها أميركا منذ سنوات مرتعاً ” للفوضى الخلاقة ” أو للنفوذ ” المشؤوم ” … فهو امر مستحسن !؟!
وللاسف !
كنا نظن أن الرئيس الأميركي يستمع لأصوات الفزع الأوروبي من تحويل البحر المتوسط إلى موطن للإرهاب ، واخرها ليلة امس في بروكسل ، لكن الرجل اكتفى بتوجيه اللوم لزعماء الاتحاد الأوروبي الذين تسببوا في مأساة ليبيا – كما يقول وهى حقيقة مراد بها باطل – دون أن يقدم أي بادرة على العمل لإنقاذ الموقف بعد أن أصبح الإرهاب يضرب في أفريقيا كلها ويهدد دول شمال أفريقيا العربية .. من مصر إلى تونس إلى الجزائر التي نجت بالأمس القريب من كارثة كان يعدها الإرهابيون أثناء احتفال بأحد أعيادها القومية ..
ولو سمع أوباما وحلفاؤه الغربيون ” صوت مصر ” .. لما وصلت الأمور لهذا الحد .. لكن أميركا قادتهم إلى أن يحصروا عملهم ضد داعش في العراق فقط .. بينما تركوا باقي الجماعات الإرهابية من الإخوان إلى بوكو حرام وغيرهما .. تمضي في جرائمها دون حساب !!
بل كان تحالفهم مع الإخوان وتسليمهم حكم أكبر البلاد العربية – مصر – فضحاً لمخطط إغراق المنطقة في الفوضى الخلاقة كما قلت كونديليزا رايس ..!!
ولو سمع أوباما والأوروبيون ” مصر ” من البداية من ضرورة فرض الحل السياسي الذي يمنع الفوضى في ليبيا ويمنح جيشها الوطني القدرة على ضرب عصابات الإرهاب ولكان الأمر قد اختلف .. لكنهم بدلاً من ذلك منعوا السلاح عن الجيش الوطني وتركوا عصابات الإرهاب تقتسم النفوذ وتدمر ما تبقى من البلاد ، وتهدد دول الجوار وتتنافس في نشر العنف في أفريقيا وتصديره إلى أوروبا .. بينما أوباما سعيد بأنه مازال بعيداً وآمناً حتى الآن !
والكارثة أننا كنا نتصور أن أميركا ستخرج من حالة الغفلة السياسية التي سببت الكوارث في منطقتنا مع نهاية عهد أوباما بعد شهور لكن يبدو أن علينا كما ذكرت أن نستعد لكل الاحتمالات بما فيها الأسوأ ..
فما يجري في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية يضعنا أمام واحدة من أسوأ الانتخابات التي شهدتها الولايات المتحدة منذ عهود من حيث الثقة في المؤسسات الحاكمة ..
المرشحة هيلاري كلينتون تتقدم السباق في الحزب الديمقراطي والأغلب أنها ستكون مرشحته في الانتخابات المقبلة لكنها تفتقد لحماس الشباب وللبريق الذي كانت تتمتع به في البداية وتخشى من ملفات قد تفتح عن أدائها كوزيرة سابقة للخارجية أو عن علاقاتها بالمؤسسات الكبرى التي تمول حملتها الانتخابية ….
اما على الجانب الآخر ..
فتأتي المفاجأة من المرشح الملياردير سالف الذكر ” دونالد جون ترامب ” او ” مرتضى منصور الامريكاني ” ..
وهو رجل أعمال ومرشح رئاسي للانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 .. انه مثل مرتضى شخصية تلفزيونية ، وهو الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة ” ترامب العقارية ” ومؤسس منتجعات ترفيهية شهيرة تحمل اسمه تدير كازينوهات وفنادق عدة في بعض دول العالم وقد حقق شهرة كنجم تلفزيوني لامع ببرنامج الواقع الذي سماه The Apprentice أو ” المبتدئ ” على محطة NBC التلفزيونية .. وفيه يستضيف مشاهير يزيدون في الوقت نفسه من شهرته على كل صعيد .. ولذا كان ينظر إليه قبل شهور بلا أي اهتمام ، فإذا به يقلب المائدة على قيادات الحزب الجمهوري ويقود حملة موغلة في العنصرية والكراهية والبذاءة !! .. ومع ذلك يحصد الأصوات ويتقدم باقي المرشحين الجمهوريين بمسافة كبيرة !!! .. كما فعل مرتضى !!! ..
وبالرغم أن كل التقديرات تقول إن مواجهة بين كلينتون وترامب محسومة بلا شك لمصلحة المرشحة الديمقراطية لتكون أول سيدة تحكم أميركا ، إلا أن المخاوف بدأت تنتاب العديد من زعماء الدول الحليفة لأميركا وحتى المنافسة لها من تزايد احتمالات فوز هذا المهرج العنصري الذي يمكن أن يقود العالم إلى كارثة !!!.
فقد أدان ترامب السياسة الخارجية والاقتصادية لبلاده وسخر من السياسيين الأميركيين وتعهد بإصلاح ما وصفه بتدهور الولايات المتحدة قائلاً :
” بلدنا يعاني مشكلة حقيقية لم يعد لدينا انتصارات فمتى كانت آخر مرة تغلبنا فيها ؟…
لنقل على الصين في صفقة تجارية .. !!!
ولكن متى تغلبنا على اليابان في أي شيء؟ .. إنهم يرسلون لنا سياراتهم بالملايين فماذا سنفعل حيال ذلك ؟” ….
واعتبر رجل الأعمال الذي قدرت مجلة ” فوربس” ثروته بنحو 4.1 مليار دولار ، أن ” الولايات المتحدة أصبحت مكباً لمشاكل الآخرين “… ويقصد تحديدا دول الشرق الاوسط ما عدا ابناء سام ،
فقد أعلن دونالد أنه سيقاوم أي محاولة من الأمم المتحدة لفرض إرادتها على إسرائيل بل وسينقل السفارة الأمريكية إلى القدس في حال انتخابه رئيسا لان إسرائيل حسب زعنه دولة يهودية وأنها ستظل موجودة للأبد كدولة يهودية .!!
وفي كلمته أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية “ايباك” 21 مارس الجاري قال إنه سينحاز إلى إسرائيل الحليفة الوثيقة بأي مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين .. وانه “على الفلسطينيين أن يأتوا إلى الطاولة وهم يعرفون أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل غير قابلة للكسر” .
وشكك ترامب أيضا في دور الأمم المتحدة في عملية السلام قائلا : إن أي محاولة من قبل المنظمة الدولية لفرض اتفاق في الشرق الأوسط ستكون كارثة …!!
من جهة أخرى أكد أنه ” لا يوجد من يؤيد إسرائيل أكثر مني علينا حماية إسرائيل “…!
معلنا أنه الوحيد الذي سيقدم لإسرائيل دعما حقيقيا حيث يقول :
لقد كان والدي من قبلي مواليا لإسرائيل وكان لديه كثير من الاصدقاء اليهود …
ويضيف :
محبتي لليهود تعود لابي كما تعود لابنتي ” إفانكا ” التي اعتنقت اليهودية عام 2009 ، ومنذ ذلك الوقت وهي تحافظ على قداسة يوم السبت مع زوجها اليهودي Jared Corey Kushner صاحب صحيفة ” New York Observer ” …
ويستطرد ترامب ” انه يحترم التقاليد اليهودية الخاصة بيوم السبت ويرى ان ابنته حينما تتوقف عن أداء أي عمل وقت حلول من مساء الجمعة حتي مساء السبت …
ويبدوان قناعات ترامب المعلنة تكشف عن صحة التقارير التي تحدثت عن اعتناقه اليهودية سرا وانه ينوي اعلان ديانته الحقيقية في مرحلة لاحقة بعد فوزه بتزكية الحزب الجمهوري …
اما بالنسبة لنا في العالم العربي فإن وجود كلينتون في البيت الأبيض يعني ـ على الأرجح ـ استمرار السياسة الأميركية الراهنة مع بعض الفهم لأحوال المنطقة والخبرة بشؤونها ..
وهو ماغاب عن أوباما ..
ترامب او مرتضى منصور الامريكي ، بعنصريته وعدائه للمسلمين والعرب سيكون كارثة على أميركا قبل أن يكون علينا أوعلى غيرنا في العالم ، ولهذا يحاول الجمهوريون بكل السبل منع ترامب من أن يكون مرشحهم ولكنهم يفشلون حتى الآن وهم يعرفون أنهم يواجهون الخيار بين انهيار الحزب أوعار ترشيح ترامب …!!؟
وأياً كان الأمر …
فإنه ـ بالنسبة للعرب ـ فإن نهاية حكم أوباما لن تكون نهاية للمأساة التي صنعتها السياسة الأميركية في المنطقة .. فامريكا ستظل دولة صانعة للارهاب الدولي .. فهي تحاول الان تقسيم المنطقة بين إرهاب اصدقائهم الإخوان وصنيعتهم الدواعش من ناحية والنفوذ ” المشؤوم ” للتطرف الإيراني من ناحية أخرى ..
فهل تصبح هيلاري كلينتون اول امرأة تتولي رئاسة امريكا بعد ان تولاها باراك اوباما كاول اسود ام يتولى دونالد جون ترامب كأول صهيوني يهودي يتقلد هذا المنصب !!! ..
~.~

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى