كتاب وشعراء

مِثْلَ لُحْمَةِ الإِسْفَنْج……شعر مصطفي لفطيمي

مِثْلَ لُحْمَةِ الإِسْفَنْج

الحَوَاسُ النَّائِمَةُ
عَلَى سَرِيرٍ مُتَهَالٍكٍ مِنَ القَشَّ ،
تَكْبُرُ مِثْلَمَا تَكْبُرُ لُحْمَةُ الإِسْفَنْجِ
المَغْطُوسةِ فِي المَاءِ ،
فَتَصِيرُ ثَقِيلةً .

هَذِهِ الحَواسُ النَّاقِمَةُ :
الذَّوْقُ ،
وَ اللَّمْسُ ،
وَ السَّمْعُ ،
مَا عَادَتْ تَكْبُرُ بَيْنَ الأَصَابِعِ ،
وَ لَا بَيْنَ الضُّلُوعِ .
مَا عَادَتْ مِثْلَ الصَّدَى
تَرْكُضُ خَلْفَ الُحُشُودِ الهَارِبَة .

وَ هَذِهِ الشُّمُوسُ السَّوْدَاءُ
حِينَ تَغِيبُ ،
لا تَغِيبُ فِي المَعَابِرِ .
وَ حِينَ تَظْهَرُ ،
تَظْهَرُ فِي المَقَابِرِ .
وَ تَتْرُكُ القُلُوبَ سَاكِنَةً فِي التُّرَابِ .

كُنّا أَرْبَعَةً ،
نَجُرُّ خُيُوطَ الرِّيحِ العَاتِيةِ
نَجْلِسُ قُرْبَ النَّهْرِ المُلَوَّنِ بالصُّخُورِ
نَقْرَعُ الكُؤُوسَ الفَارِغَةَ ،
المَطْلِيَّةَ بِالفِضَّةِ ،
نَقْرَعُهَا بِأَسْنَانٍ مُتَخَشِّبَةٍ ،
وَ شِفَاهٍ مُتَحَجٍّرَة .

كُنَّا أَرْبَعَةً ،
نَلْتَقِي فِي الهَزِيعِ الأَخِيرِ مِنَ اللَّيْلِ
نُنَظِّفُ الهَوَاءَ ،
وَ نَنْقُلُ وَرَقَةَ الهَدَالِ ،
و الغِرْبَانَ الثَّلَاثَةَ النَّافِقَةَ
مِنْ شَجَرَةٍ إِلَى نَخْلَة .

صَدِيقِي ،
صَائِدُ الفِرَاشَاتِ المُلَوَّنَةِ
لْنْ يَعُودَ ،
هُوَ فِي الجَبَلِ يَفْتِلُ شَارِبَهُ الكَثَّ .
وَ يَكْتَفِي بِالضَّحِكِ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى