رؤى ومقالات

هاني عزت بسيوني يكتب ….قراءة في فقه الواقع

بعد نحو خمس سنوات من ثورتيّ الشعب المصري في يناير2011 ويونيو 2013 ….
نجد أنه ليس من الصواب ان نقول مايلي :
1 – أن الثورة بمثابة ” دين” أو ” وطن “.. !! ..
فالثورة مثلها مثل أي فكر إنساني أو وسيلة دنيوية ُعرضة للنقد والمناقشة والمراجعة ، بل والمعارضة إذا لزم الأمر ..
2 – أن كل من عارض هم من المنتفعين الفاسدين الراضين عن التوريث والكارهين لرخاء مصر وتقدمها .. بل الحقيقة أن كثيراً منهم ميزوا بين أمور ثلاثة هي ” الدوافع والوسائل والأهداف ” !
3 – ان هناك من لم يروا في الثورة طريقة سليمة لتحقيق أهداف الشعب ولم يروا فيها سوى مؤامرة على الوطن تهدف لاغتياله ووأد مستقبله …!
4 – أن معارضي الثورة عبيد وجبناء ومصابون ” بمتلازمة استوكهولم ” كما زعمت الحرب النفسية ، بل أغلبهم عارضوها لأن حرية فكرهم واستقلال قرارهم منعتهم أن يكونوا أفراداً في القطيع يفكرون كما يُصوّر لهم ويتحدثون بما يُلقّن إليهم ويرددون كل ما يسمعون ..
( بالمناسبة ” متلازمة إستوكهولم ” .. هو مصطلح يطلق على .. الحالة النفسية التي تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال أو يظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المخطوف مع المُختَطِف ، وقد ُأطلق على هذه الحالة هذا الإسم نسبة إلى حادثة في ستوكهولم ، حيث سطا مجموعة من اللصوص على بنك ” Kreditbanken ” في عام 1973 واتخذوا بعضاً من موظفي البنك رهائن لمدة 6 أيام وخلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفياً مع الجناة وقاموا بالدفاع عنهم بعد إطلاق سراحهم ) ..
5 – أن العبيد يبكون جلاديهم كما روجت الببغاوات دون تفكير !؟ ..
والحقيقة أن العبيد ينكّلون بجلاديهم ويسومونهم العذاب .. والأحرار هم من ينحّون مشاعرهم السيئة جانباً لصالح العدل والحق والخير …
6 – أن كل ” الثوار ” كرهوا الظلم والفساد والتبعية بل أظهرت الأيام معدن بعضهم بأنهم كرهوا بعض ” الظالمين ” لاالظلم وبعض ” الفاسدين ” لا الفساد وبعض ” التابعين ” لا التبعية … !
7 – أن كثيرأ ممن يطلق عليهم الثوار هم متآمرون عملاء خونة ، بل أغلبهم شرفاء وطنيون مخلصون كانوا يحلمون بمصر أقوى وارقى لكنهم تصوّروا أن ( الثورة ) ربما تحقق لهم ذلك ، وكثير منهم أفاقوا وصححوا مسارهم ..
8 – أن ما رأيناه ومازلنا نراه هو مفاجأة غير متوقعة ولم يعلم بها أحد ، بل ان الحقيقة هي أن … البعض توقعها ورأوها بعقولهم رأيّ العين ، بينما البعض الآخر لم يصدق لأنها كما يتصورون مؤامرة … !!
9 – أن كل من رفض ترشيح الاخواني ” مرسي ” .. معادٍ للدين وللشريعة كما زعمت جماعته ، بل الحقيقة أن كثيراً منهم لم يروا فيه ولا في جماعته أهلية لإقامة الحق والحريّة والعدالة الاجتماعية .
10 – أن يقوم الدين وخلافته في الأرض باتباع وسائل غير مشروعة من كذب وإرجاف وغش وتزوير وسباب ومنابذة وترويع للآمنين واستباحة للدماء وسرقة الأموال ونكث للعهود وتفريط في الأمانة وموالاة لأعداء الله وتمكينهم من رقاب المسلمين .!
11 – أن من يقوم بدور المعارضة اليوم هم من المخلصين الوطنيين الأبرياء فكثير منهم من ” النكبة ” وليسوا من ” النُخبة ” …
12 – أن في مصر من ” أخطأ ” وآخر ” لم يخطئ ” !!؟ .. فليس صحيحاً أن من أخطأ بالأمس يائس من النجاة ، ولا من أصاب قد آمن مكر الله .. والحقيقة أن جميعنا أخطئنا لكن هناك من سلك سبيل آدم ليراجع نفسه ويقرّ بذنبه وهناك من سلك سبيل إبليس ومازال يُعاند وينكر ويتكبر …
لِذَا فإن كل ماذكرته ليس صحيحاً في إطلاقه … لكن الصحيح والمؤلم حقيقة هو :
– ان كثيراً من الإعلاميين شركاء في تضليل الشعب وتزييف الحقائق ..
– ان كثيراً ضيعوا أوقاتهم ومجهودهم في تخوين قواتنا المسلحة غير منتبهين في أحضان من يرتمون من أعداء الأمة والاوطان !! ..
وعليه فلايجب ان نتأثر بظواهر الأمور .. !!! ..
وفي ُخلاصة قولي اقول ..
** انه لن يكون للباطل فضل على الحق أبداً ، والوسائل لها أحكام المقاصد ، وما عند الله لا يُنال إلا بطاعته .. ولله تعالى كل الامر .. من قبل ، ومن بعد ..
رحم الله شهداء مصر الابرار جيش وشرطة ومدنيين .. وتحيا مصر ابد الدهر ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى