كتاب وشعراء

آخر الفرسان…….شعر بنكي حسين

صار الموت كالأكذوبة
يسقط البشر واحدٍ تلو الآخر
كدمية معطوبة
واحد هنا بجلطة أو بمرض خطير
وآخر في معتقل أو بقنبلة معصوبة
وآخر هناك حرقا أو غرقا أو ببرقٍِ
أو بقذيفةٍ ملهوبة
وطفلٌ يهربُ من الإرهابِ
فتصيبهُ رصاصةُ قناص مذنوبة
وطفلتي يوفا هاربة من مجرمٍ
تقع من سيارة يقودها
أباها ولم تمتْ برصاصة
بل مطبات الدرب مقلوبة
لحكومة فاسدة مرعوبة
والأوكسجين في المشفى
حبسوه عن المرضى
قالوا لنا لم تبقى لدينا هنا
منها أي أنبوبة
حقا صار الموت كالأكذوبة
فحياة الأشقياء تبدأ بأعجوبة
وتنتهي كالأعجوبة
أما إن مات غنيٌّ فتخرج في جنازته
آلاف من الأعيان والطرق أمامه
إلى القبر بالورد مرصوفة مهيوبة
أما الوطن حتى أحافظ عليه
من الحكام الطغاة كفنتهُ
ودفنته في قصيدة مكتوبة
أني أنا آخر الآلام التي
أرسلتها إلى السماء
فالأرض ملأت بالذنوب
وطلبتُ من خالقي التوبة
كي تنتهي حكاية الحزن
وتنتهي الألعوبة المطلوبة
ولا تقولوا بعد الآن
إن قصيدتي معيوبةٌ معطوبة
فهي أنتم ولكن بطريقتي
الساخرة من حياتنا المسلوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى