إسهامات القراء

ميرنا ملاك تكتب ….شيئاً ثميناً يُحررنا

في مجتمعنا عندما نولد؛ إذا كنا نساء يطعموننا حنيناً وحباً، نولد بشئ داخلي عميق يغمر نفوسنا فنصبح تلك الحبيبة، والأم، والمعلمة، والطبيبة، والمحامية، نصبح وطناً يقطنه الكثير من الأجيال نصبح قلباً يسعه ألوفاً من الأحباء.. فنحن نُخلق بقلب من بطينين واذنين ولكنهم يحملون شئ غير المعتاد ليست كتلك الدماء التي تحملها ذوات الدم الحار، لست ادري هل لأني امرأه اتحيز لتلك الخليقة ام لأنني ارى حقا ما بها من جمال قد فاق الطبيعة.

أما اذا خُلقنا رجالا فنولد وتولد معنا امالاً يضعها الأباء في داخلنا فتكون اول كلمات المُهنئين قد جاءتك النعمة !!!  فمبارك يا اب الولد فقد وهبك الله رجل سيحمل اسمك عالياً، نولد ويمنحنا العالم قوة ذلك الأسد، يعلمونا في بيوتنا اننا رجال وان للرجل شيم افضل بكثير من النساء حتي ننسي ما لدينا من ذاك القلب الذي قد خُلقت به النساء.

نظل مختلفين حتي يأتي ذلك الشئ الثمين، فهي تلك المرأة وانت ذلك الرجل، نمشي دروبا مختلفة باساليب مختلفة حتي نجتمع في اختيار قد انغمست فيه ارواحنا و انشغلت به انفسنا، فما وجدنا ذواتنا الا خاضعين لذلك الشئ ناسين ما لنا من مواريث وفروق، يجعلني انا وانت نتساوي فتصبح هي كا هو فنتذكر حيناها ماهية خلقنا، ذلك الشئ صغير جدا في حروفه وفي نطق كلمته ولكنه عندما يلمس أعماقنا يستطع ان يسع الجميع، فهل يا تري استطاعت كلماتي ان تبحر في أعماق عقولنا لنعرف بها كنزنا وما هو ذلك الشئ الثمين؟!

قد يفكر أحدكم بأنه الطموح, وقد يعتقد اخر انها الحياة عامة بكل ما فيها، وقد يصيب أحدا ما في توقعه ويدرك ان ما اعنيه بذلك الشئ الثمين هو ذلك ما كتب عنه شعراء وادباء كثيرين بداية من عصر الجاهلية  وامرؤ القيس حتي ذلك الشعر المعاصر الذي نراه في نزار قباني، انه ذلك الشئ الذي يخضع الجميع لصوته وسلطته انه “الحب” ..

رغم ما لهذه الكلمة (الحب) من سحر وما من مواقف وذكريات قد تنهال كحبات اللؤلؤ لامعة في عينك حين ينطق بها، فتمعن تلك الوجوه الناطقة باسم الحب وتفرس اكثر في جمال من يقدمونه فتجد أجمل ما في هذا الاسم هو حينما يتحول الى ذلك الفعل الذي يتلامس مع القلب الصغير الكائن بداخلنا، وفي صياغتي لهذه الكلمة لا اعني فقط حب العاشقين ولكن هنا يحضرني جميع من يخضعون لتلك الغريزة المقدسة فالله محبة، ، وحقيقة ما يوقفني في ذلك الشئ هو التأثير الذي يحدثه، فيأتي قارعا ابواب قلوبنا فما يجدنا سوي مجبين لذلك وخاضعين له، فهو يحررنا من تلك الاختلافات التي فرضتها علينا مجتمعاتنا بدء من أهم الفروق: رجالا نحن ام نساء، فقراء كنا ام اغنياء، كبار هم ام شباب، قد يملأنا التمييز في ذلك تعقيدا ولكن يأتي ذلك الشئ البسيط ليحررنا من ما تركوه من مواريث تكبلنا، فأيها الانسان اذا اتاك الحب سائلا  فلا تحاوره كيف واينما ولكن دع ذلك الجمال يتربع داخلك فمتعة الحياة حينما ندرك كيف نعيشها، وجمال المشاعر نلمسه حين نحسن توجيهها ففي ذلك يقول محمود درويش “لا يكفي ان تحب بل يجب ان تعرف كيف تحب” فدعونا نتحرر من ظلمات الأنا وذلك التمييز،  ففي ذلك الحب حرية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى