رؤى ومقالات

رحاب زيد تكتب …. سيدي الرئيس…لن تقوم الدولة إلا بالبطاطس

تابعت الكثير من فعاليات منتدى الشباب.. وحزنت حقاً حزنت جداً فقد كانت نواياك سيدي الرئيس طيبة في إقامة منتدى يجمع شباب العالم للتبادل الثقافي والعلمي وتنشيط الفكر والوعي، ولكن قبح الله وجه الواسطة التي جعلت من معظم الحضور من الشباب المصري بلا آلية وأتمنى أن يُجيبني أحد على أي أساس تم اختيار المشاركين من الشباب ؟؟؟ ما هو المعيار ؟ وما علينا مما حدث في المنتدى وجموع الفشلة عديمي الخبرة والرأي الذين امتلأت بهم المقاعد… فتعالت ضحكاتهم وغنائهم وملأت صورهم السوشيال ميديا لتُشعلها ناراً خاصة مع تزامن مقتل أبناء الوطن في حادث إرهابي.

 لكن الحضور لن يلتفتوا كثيراً فمعظمهم ذهب من أجل السبوبة والظهور وكانت الواسطة غطائه للدخول إلى هذا المنتدى دون أن يكون له فئة وظيفية ولا إبداع ولا شيء مهم يجعل من تواجده وحضوره شيئاً فعالاً.

لكن دعني أتحدث عن نقطة أثرتها سيادتكم وتساؤل طرحته آلا وهو “عايزين البلد تتقدم، ولا عايزين بطاطس”؟!! وأكتفى الفشلة بالضحك دون أدنى خوف على مصلحة الوطن من تساؤل كهذا على مصلحة الوطن … هلل المهللون وأيدك المؤيدون وسبوا المعترضين على سؤال في غير محله!

الحقيقة سيدي الرئيس انني لو كنت من ضمن الحضور لأخبرت سيادتكم أن الدولة لن تتقدم ولن تقوم إلا بالبطاطس، لأن الاثنين وجهان لعملة واحدة..

فأي بلد متقدم سيكون أهله شبعى، ولن يجوع فيه فرد ولن ينتج الفرد وهو لا يستطيع إطعام أبناءه ولن يتقدم ويقدم مصلحة الوطن على مصلحته إلا إذا شعر أن هذا الوطن كفل له حق المعيشة كإنسان!!!

أي بلد متقدم يكون لديه معلومات كاملة عن مخزون السلع والمحاصيل، ومعلومات كاملة عن المزروع وما سيتم استيراده من الاحتياجات الغذائية وكمية المستهلك منها، وذلك لتفادي نقص السلع وحماية من تقلبات الأسعار التي قد تصل لمبلغ وقدره بالنسبة للفرد الفقير الذي يعتمد عليها اعتماد كلي كأكل أساسي له ولأفراد أسرته.

ولكن ما أزعجني أكثر سيادة الرئيس هو مبدأ المساومة المُتبع منذ توليك الرئاسة، وأنا أتذكر كم آزرك الشعب ووقف خلفك، وأتذكر أيضاً وعدك بالـ6 أشهر، ثم العامين، إلى أن وصلنا للسنين العجاف.. ومع الأسف الشعب المصري كله سنواته عجاف..

في الحقيقة المساومة هذه المرة في غير موضعها ذكرتني بالرئيس حسني مبارك حين قال إما أنا أو الفوضى …

بداية المساومات كانت إما تعويم الجنية أو ارتفاع الدولار وعومت الجنية وغرقنا ولم ينزل الدولار على معدله،، المساومة الثانية إما الغلاء أو عدم الأمان .. وكلما تحدثنا أننا كشعب مهلك فعلياً وبعضنا يأكل من صناديق القمامة نجد إجابة المؤيدين حاضرة “مش أحسن ما نكون زي سوريا والعراق”!!!

وكانت أغرب المساومات عايزين تقدم ولا بطاطس!!! وأصدقك القول أن أكثر  من 60 مليون عايزين البطاطس لأنهم رموا طوبة التقدم … صبروا وربطوا البطون وتبرعوا ولا شئ يعود عليهم بل كل الأشياء تعود على أصحاب الملايين والجيش والشرطة أما البؤساء أبناء هذا الوطن فلم يحدث لهم إلا مزيد من التقشف والمعاناة.

الطبقة المتوسطة صارت فقيرة والطبقة الفقيرة صارت معدمة… وفي النهاية يتم مساومتي تقدم بلدي أم طعامي !!! والسؤال لماذا يتم مساومتي؟ هل كثير على شعب آزرك ووقف إلى جوارك أن ينال التقدم والطعام… أن يكون مؤمن في معيشته وأن تكون الأسعار في متناول يده؟ أن يحظى بعيشة كريمة غير مهان الكرامة ولا يطأطئ رأسه في ذل أمام أبناءه لأنه لا يستطيع أن يوفر احتياجاتهم… أقولها وبملء الفم لا يعنيني التقدم إن لم أجد قوت أبنائي.

النقطة التالية وهي حاجتنا لبناء فصول تعليمية.. مع العلم أن التعليم كل يوم في مرحلة أسوأ وأن كل وزراء التعليم فشلة وأننا يجب أن نستعين بخبراء تعليم أجنبي يضعون المنظومة… ولكن هل بناء فصول تعليمية معناه أن تلغي العلاوة الدورية لـ6 مليون موظف لديهم أبناء في التعليم ولهم متطلبات؟؟؟

سؤالي لماذا تتجه كل حلول سيادتكم للموظف البسيط؟ لماذا لا يكون العلاج بفرض الضرائب على الأثرياء وأصحاب المشاريع لتحقق العدالة الاجتماعية.. لماذا أصبح أنا ومن هم مثلي المُكلف الوحيد بسداد فاتورة الوطن؟

ماذا لو قام بها مستشاري الوزراء بأجورهم التي تتخطى الـ 30 ألف جنيه، أو أصحاب القرى السياحية والمدن الجديدة؟ ألن يكون الأمر أكثر واقعية وأقل خطراً.. أم أن كاهل الفقراء هو فقط المنوط بأحمال الوطن!!

التعقيبات كثيرة سيدي الرئيس ولا يتسع لها مقال الفقيرة إلى الله ولكن هناك حلول أكبر بكثير من أن تتحامل على موظف أجره 1500 جنيه وتترك آخرين أجورهم فوق الـ20 ألف.. ولو كان في العمر بقية سأقابلك يوماً ما وسأتحدث معك كفرد من أفراد الشعب بما لم يستطع المضللون قوله في منتدى السبوبة لمعظمهم… سأقول لك كل ما يعانيه الشعب دون خوف وبكل الاحترام الذي انشده لوطني وأبناؤه.. سأكون أمينة في رؤيتي وفي تعقيبي وفي اقتراحاتي، لدي الكثير الذي نقدمه لهذا الوطن لتقدمه وبنائه اقتصادياً وفكرياً وثقافياً أنا ومن هم مثلي، أنا رحاب زيد المُتخلية عن لقبها كصحفية المحتفظة بهويتها كمواطنة مصرية لم تنتمي يوماً لحزب ولا لحركة ولا لفرد لم تنتمي يوماً إلا لتبر مصر فهي الأغلى وهي الأبقى ..

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. لن أزايد أبدا على وطنيتك أستاذة رحاب فأنا أعلم جيداً مدى وطنيك من خلال كلماتك ولكني سأطرح عليك بعض الأسئلة
    هل تعلمين أن التجار يبيعون بأرقام متفاوتة فمثلا ( البطاطس ) كل يبيع حسب اهوائه مع العلم اني واحدة ممن يعانون منهم يومياً
    هل سمعتي حديث الرئيس جيداً حيث قال ان العدد يتزايد يومياً ومهما بنينا من فصول لن نحل المشكلة حتى ولو اضطرينا لاخذ علاوة الموظفين بمعنى انه لن يفعل ذلك ولكنه حل مقترح ؟ مع العلم اني معلمة وممن سيتضررون لو حدث ذلك
    وأخيراً كلمة في أذنك أعيدي صياغة ما تكتبين دون أخطاء إملائية وخاصة في حالة النصب والجر

    1. أستاذة سوزان أود فقط معرفة وجهة نظرك فيما وضحتيه عن الرئيس، أن بناء المزيد من الفصول لن يحل المشكلة. إذن أين الحل سيدتي؟ وهل سنطل في الدائرة المفرغة نعاني بلا حلول؟

اترك رداً على سوزان مصطفى إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى