غير مصنفكتاب وشعراء

عبدالسلام العبوسي يكتب : دمٌ على قميص الفرات

غداً سوف توجعكَ الممكِناتُ
كأيِّ غريب هوىً يا فراتُ
فما كان جَمَّالُ أهلِكَ ناياً
ولا للربابة يُجدي التفاتُ
دليلُ مكاتيبنا للجنوبِ
إذا أجهشت بالبريد الجهاتُ
وكم سنخبِّئ من ذكرياتٍ
وللذكرياتُ هناك وشاةُ
فهَبني قميصَكَ ..أرجوك هَبني
فهذي مواعيدُ عشقي عُراةُ
خُطانا التي في حنينكَ غَرقى
وأنَّى لغرقى الحنينِ النجاةُ
كما العاشقِين تنام قليلاً
وحظُّكَ من قُبلتين .. حَصاةُ
بَناتُ الشمال يُشِرنَ إليكَ
وما أخطأت حبَّها البوصلاتُ
ولمَّا انكسرتَ بمرآتهنَّ ..
كَسرنَ مكاحلَهُنَّ البناتُ
أنا مثل حزنكَ .. أسمرُ عُمرٍ
ومملوحُ قلبٍ رَمَتهُ الحياةُ
أنا من بلادٍ قَسَت بالمسيح
ليولدَ في راحتيها القُساةُ
تَهُشُّ عن القمح طيرَ الجبالِ
ويطعمُ خيلَ الغُزاةِ .. الغُزاةُ
تَلُمُّ الخَرَاجَ من الأغنياتِ
وتُوجِعُها يا صديقي الزكاةُ
ونحن غنائمُ حربٍ بوادٍ
ولم يَبقَ في السفح حتى الرُّماةُ
ضَلَلنا الطريقَ إلى أُمِّ موسى
فماتت بآثارنا .. الأمهاتُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى