شيماء: مفتاح البركي – ليبيا
الهروب فلسفة الطريدة
و للطريدة أمنية الخلاص ،
فالهروب عظمة الخائفين !
مازلت طريد الحب و الغناء
من سنوات شاقة
جافة .. هشة
كورقة خريف تزهر
في خرافة السراب
:
اليوم كنت الطريد الوحيد
في مدينتي ، كدرويش عجوز
مبللا بخيبة الغناء
مصاب بلعنةِ الهذيان
ممهورا بدموع الفقد
مكفهر بحنين المسافات و الرؤية
عندما شدني الحنين
إلى فنجان قهوة مر
في آخر زاوية للوجع !
لم يحتفي النادل
بأبتسامتي البلهاء
و لم يعي أنني أسمر اللهفة
أشقر الحنين إلى رشفة بن
صاخب برائحة الخريف
:
كنت وحيدا
رغم كثافة الدخان
و صخب الموسيقى
الباردة بلا حياء
في وجه المدينة الناعسة
:
طريدا بلا قصيدة
تؤنس وحشة الروح
و الزمان و المكان السادر
في سريالية البكاء
حين أجتاحني الحزن اللذوذ
كنت طريدا من البيت
رغم أبتسامة ( شيماء )
التي طوقتني بخجل الياسمين
عندما لا يمكن لها سوى
أن تمنحك الموت اللذيذ
على أسرة صفراء
لخريف لا يحتفي بك مرتين !