كتاب وشعراء

مصرع القصيدة .... شعر : محمود سنكري:

( مصرع القصيدة )

ياما ألذ وما أحيلى ما قرأتُ من
ألق عبق الهوى
في سطور أشعلتني ألهبت صدر
نبضي حتى اكتوى
ضيعتُ قلبي بين أحرف ساحرةٍ
حتى هجرني الكرى
أطاحتْ مني صواب النبض رمتْ
وجداني مُلوعا
دخلتُ حرائق عقيقٍ هشّمتْ مني
القلب و الأضلعا
حسنٌ يتبعه حسنٌ فكيف أنجو
من جنون الهوى
ثم نسائم نرجسٍ تنساب نوراً
وقلبي ما ارتوى
نورٌ ونارٌ وموعدٌ في قارورة عطرٍ
على نجمٍ اجتمعا
هذا قصيدٌ شامخٌ في زمن أصبح
الشعر داءً لا دوا
للمتنبي أقرأ و من لم يقرأه في
لظى الجهل تسعّرا
تاه حرفه تكسّر شموخ حبره في
أتون الظلمة تحدّرا
أتخمونا حداثةً حتى نسينا كنه
القصيد وقد أدبرا
سُلب القصيد روحه تُرك مومياء
حبرٍ بلا نوى
صفّق الجميع لهم رياءً وقد وري
روح الشعر الثرى
سُرقت من المعاني المدامع صُفّحت
فولاذاً حتى الجوى
تناثرت الأحرف أُفلتت هباءً ثم ندّعي
أن النبض ارتوى
أسفي على الشعر في زحمة الغوغاء
تاه و اندحرا
استحكم الأغراب في القصيد عبثاً
ذابت المآقي والأدمعا
لّهفي على عرين أبجدية عاثت به
الذئاب حتى اندثرا
فلا المعتصم أقبل نجدةً ولا المتنبي
استل سيفه متزمرا
آه يا لغتي يا جنتي و سماء أشجاري
وشغاف قلبي المزّهرا
أنت الحبيبة وبعض العشق حمم بركانٍ
ما فتئ متفجرا
أقفلوا النبض أحرقوا المعاني دمروها
و البهاء انشوى
رُسمت الأحرف بلون الماء فَقَدَ الإحساسُ
الأنفاسَ ثم ذوى
أحرف تجرّبُ السوطَ فينا جرجرت
نبضنا حتى التوى
رصّوا القيد بين معصمي المعنى والكلم
كل غريب احتوى
فكيف أهدئ من روع نبضي والقصيد
في أدراج الريح هوى
الأحاسيس تبكي حضنها و المعاني
ضيعت الحروف والجوى
قصيدة بلا أسوار ضاع منها العنوان
وتوارى حتى انطوى
ذابت جدائل الشمس وتيبس الأخضر
و الحسن انكوى
ضاعت الأحرف فلا الأشجار واقفة
ولا الأخضر متضرعا
ولا النّجوم تسبح في فضاءٍ .. فسماء
السطور لا تقوى
سرقوا من العصافير أجنحتها و ذروا
البلابل تتلوى
أوغلوا في الضلالة منعوا الأخضر والمطر
و الزهر و الهوا
بقلمي #محمود_سنكري

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى