كتاب وشعراء

اليوم الذي ولدت فيه…شعر سيدي خليفة/موريتانيا

في اليوم
الذي ولدت فيه
كان أشبه بأيام فتوحات الإله
حرب بين أم و ابنها الرضيع
حرب بين أب و ابنه اللعين
حرب بين صغير في جسم رخو
و عيون العار التي تعصف برائته
حرب أغرقت جسدي النحيف
و زرعتني تحت رفات الحياة
فأورثتني طعنات تقتلني في كل آن

في اليوم
الذي ولدت فيه
كان يوما عابسا جدا
كان يوما عزائيا جدا
كانت الرياح تواسي النسيم
و الضباب يحتمي بالغيوم
لم أسأل أحدا عن الاسباب
لأني وجدت أمي تبكي حتى
يُقال أم حنون
وجدتها هكذا
تصرخ ملء حجرتها الضيقة
حتى يصدح صوتها بين الجيران
بينما كانت تحاول خنقي
بيديها المشتعلتين
حتى يلف صوتها خروج روحي
و سمعت أبي أيضا يشتم بكائي البريئ
و رأيته من فتحة أذني يعدني بالموت
بينما كانت أذني الأخرى تلتقط مواساة
سكاكين النساء اللاتي يقمن على ولادتي

في اليوم الثاني
وجدتني أصارع الكل
كلما همت مُرضعتي بأخذي إلى
حضنها ..تصيبني بخدوش لتتخلص
مني ببطء أصرخ عليها فتسكتني بنهدها الخشن

في الأيام التي تلت بعد ولادتي
كانت شاحبة و موجعة
تصاب بالسخط عندما ينادى باسمي
الثقوب التي تجتاح أنفاسي
كانت تطهرني من كل الآلام
و الشعور الذي أمتلكه كلمة
رطبة ل قلب أصيب بالقهر

في اليوم الذي ولدت فيه
رأيت الموت يأخذ قسطا من الراحة
و يضحك مستهزئا من خرجتي
سمعته يأبى ان يستضيفني
لأني منبوذ للحد الذي
سيعطيني عمرا جديدا
بعد نفاد عمري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى