أخبار الرياضة

باختصار : حول كأس الخليج :

كتب :وليد العايش

كأس الخليج العربي من البطولات القديمة ( العتيقة المعتقة ) وكنت من متابعيها منذ عام 1980 يومها كانت طابقين ( الكويت – السعودية – العراق ) والبقية في طابق آخر …

في البطولة الاخيرة والتي لم أدع أية مباراة إلا وشاهدتها لاحظنا الكم الهائل في التقدم الفني والتقني لكافة الفرق دون استثناء , حتى اليمن ورغم خسارتها الثقيلة أمام قطر الا أنها أظهرت فنيات رائعة أمام العراق .

كل هذا التقدم والتطور في المستوى لم يكن لولا وجود مدربين أجانب على أعلى مستوى لدى كل المنتخبات , على الرغم من غياب ( النجم الواحد ) أو فريق النجم الواحد فهذا أدى لسيادة اللعب الجماعي والجمل التكتيكية التي نشاهد مثيلاتها في اوروبا وأمريكا اللاتينية , فكم من جملة كانت درساً قائماً بذاته , وكم من هدف جاء من لعب جماعي وإسناد للخط الامامي , والاجمل تلك الجماهيرية التي تحدث ربما نادراً في دورات الخليج (11500) متفرج في كل مباراة , وتلك الملاعب التي تفوقت على أفضل ملاعب العالم …

في التقييم الفني ظهر الفارق لدى منتخبين ك صف أول هما قطر بهجومه الضارب , والعراق بشراسة وقتال لاعبيه وفهم المدرب لما يدور فوق المستطيل الاخضر , وجاء السعودي من الصفوف الخلفية ليتصدر بجدارة بعد خسارة مستحقة أمام الازرق الكويتي ودخل على خط المنافسة بقوة بفضل دهاء وحنكة مدربه الكبيرتين وهكذا هي الفرق الكبيرة تصحو فجأة من ضربة ما …

أما البحريني فأثبت بأنه الحصان الاسود للبطولة وبأن خطه التصاعدي وفوزه ببطولة غرب آسيا لم يكن وليد الصدفة أو ضربة حظ , فقدم مباريات كبيرة جدا لاسيما عندما هزم الازرق برباعية يستحقها على الرغم من الاداء المتطور للكويتي وأتوقع له شيئا ما في البطولة على أقلها وصوله للنهائي .

الامارات ظهر بوجهين مختلفين : شوط عليه وثاني له وهنا نضع إشارات تعجب حول التكتيك الذي اتبعه مدربه خلال البطولة وأدى لخروجه خالي الوفاض رغم أنه يمتلك أكثر مما قدم في البطولة دون أن ننسى بأنه يمر بظروف ليست مثالية وبمرحلة انتقالية .

البطل الأحمر العماني كان متذبذبا في مستواه ولم يقدم المطلوب منه ..

وبشكل عام إن من تأهلوا الى نصف النهائي (الناري) هم الافضل في البطولة , فنحن أمام قمة من نار بين العنابي والاخضر , وقمة ثأرية بين الاحمر البحريني وأسود الرافدين … نظرياً الكفة تميل لصالح العنابي والعراقي والمفاجأة ستأتي من البحريني …
نصف نهائي ناري :

العراق × البحرين
مباراة الثأر …
لم ينس بعد أسود الرافدين الخسارة المؤلمة أمام الأحمر البحريني في نهائي غرب آسيا وفي قلب العراق ؛ بينما سيكون الاحمر متحفزا لتثبيت فوزه أولا ومن ثم الانتقال إلى النهائي ثانيا …
المباراة نظريا تميل لمصلحة أسود الرافدين لكن ليس سهلا أمام كاتانيتش التخلص من مطبات المرتدات الحمراء … وربما ستكون ركلات الترجيح حاضرة …

السعودية × قطر
الصفيح الساخن
هي اللعبة التي حاول منظمو الدورة تحاشيها ، لكن شاءت الأقدار أن يلتقيا وجها لوجه في منعطف البطولة الحاسم .
العنابي يعيش أحلى أيامه مع سانشيز ومع جيل يجمع بين الخبرة والشباب والمهارة ، عروضه القوية تؤكد أنه ينظر إلى أبعد من نصف النهائي وهو قادر على ذلك بظل خط هجوم ضارب ودفاع قوي ومدرب محنك بل هو داهية دهاة الخليج حاليا .
الأخضر هو أيضا تعلم من درس الهزيمة المريرة أمام الأزرق الكويتي في الافتتاح ، وتعود أن يكون منافسا قويا على اللقب منذ أربعة عقود ، خطه البياني في تصاعد وإن استطاع تمرير الشوط الأول بتعادل فإن للمباراة كلام آخر ، ولعله يستفيد من درس الإمارات التي حاصرت العنابي في الشوط الثاني لكنها أتت متأخرة بسبب غباء مدربها …
مدرب الأخضر لا تنقصه الخبرة في التعامل مع هكذا مباريات لكن للواقع كلام آخر .
نحن أمام نهائي مبكر بحق ، الفوز عنابي بنسبة كبيرة والمفاجأة خضراء ولن تحضر ركلات الترجيح .
ختاما أقول : ترقبوا نهائيا بلون العنابي وأسود الرافدين … ويبقى لكرة القدم مفاجآتها وجماليتها وللفار أيضا كلمته .

قراءة أولية لبطولة كأس الخليج العربي التي أتمنى أن تنضم إليها منتخبات بلاد الشام ( سورية – الاردن – لبنان – فلسطين ) ليصبح اسمها كأس ( المشرق العربي ) …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى