كتاب وشعراء

الكاتب أحمد تاج ل 'العربي اليوم' الفن لا يسير بمعايير : الكاتب أحمد تاج ل’العربي اليوم’ الفن لا يسير بمعايير

اليوم نحن على موعدٍ مع أحد المواهب العربية في الأدب والذي يحظى باهتمام القُراء من كلا الجنسين، وخاصةً بين أوساط الشباب.
ضيفنا استطاع أن يشق طريقه لقلوب مُحبيه ومُتابعيه في الجروبات الأدبية من خلال مقالاته وكتاباته الرائعة، ضيفنا هو الكاتب المصري أحمد تاج والذي يشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب بروايتين وهما (نوعا، اوتيل كلافير)
• مبدئياً نود الترحيب بالكاتب في جريدة العربي اليوم الإخبارية
– اهلا بكِ وبقراء جريدة العربي اليوم
• نود منكم البطاقة التعريفية إذا أمكن؟
– احمد تاج، روائي وقاص وكاتب مسرحي,40 عام، متزوج ولدي طفلتين
• منذ متى وأنت تكتب ا؟ وهل تأخذ الكتابة كل وقتك؟ وكم لديك من الأعمال المنشورة؟
– في البداية فأن ممارسة الكتابة لدي لربما بدأت منذ تعلمي ممارسة فعل الكتابة ذاته، وكما ان للبعض وسائل تفريغ الطاقات المكنونة من خلال الرسم او الرياضة او الموسيقى، فان وسيلتي الأساسية للتعبير عن ذاتي منذ الصغر كانت من خلال التعبير المكتوب.
– وقد شرعت في العمل على نصوص كاملة ذات إطار ادبي منذ سن الخامسة عشر تقريبا بادئ بالقصة القصيرة ومنها الى المسرح حين قمت بالأعداد المسرحي للعديد من النصوص المصرية والعالمية لفرق المسرح الجامعي منطلقا منها لكتابة نصي الأول الخاص (أهدي اعقل اسكت).
– اعمالي المنشورة ورقيا منذ 2015 هي خبايا 2015 ثم سيرأف 2017 وبعدها ميلونجا 2019 وحاليا لدي ثلاثة اعمال بمعرض الكتاب بعضها حديث وبعضها كان مؤجلا من أعوام سابقة هي نوعا واوتيل كلافير وكتاب التانجو.
• هل كان للمدرسة او البيت دور في صقل موهبتك؟
– لا أستطيع ان احدد دوراً واضحاً للمدرسة في صقل او تكوين قدرتي الأدبية (ان وجدت)، ربما هو دعم مدرسي اللغة العربية في المرحلة الابتدائية بتشجعي على ممارسة الكتابة الحرة حتى قبل ان اعلم ماهية الكتابة الحرة. بينما كان للمنزل دور واضح ومحدد قام به والداي، فأمي الى جانب كونها عاشقة للأدب العربي والإنجليزي فهي أيضا كانت أكثر من شجعني على الكتابة منذ الصغر وكانت تقوم بتوجيهي بخبرتها التي كونتها من قراءة ادب متعدد الجنسيات الى مواطن القوة والضعف والجماليات المتاحة والمفقودة في تجاربي الأولى وساعدتني في تكوين رؤية خاصة بالمنظور الادبي الفني في تكوين الحبكات وبناء الشخصيات وابعادها. بينما كان ابي وهو يفضل قراءة الكتب عن الادب الروائي يواليني بالمتابعة المستمرة وامدادي بكل ما يستطيع من كتب متوفرة للقراءة والاطلاع.
• ما لونك الادبي المفضل في القراءة او الكتابة؟
– تربيت على القراءة لقامات أدبية مصرية كـ نجيب محفوظ واحسان عبد القدوس وعبد الحميد جودة السحار الى جانب قراءات متنوعة للأخوات برونتي وبات كونوري وجين اوستن ودانيال ستيل ولذا تراني دائما اميل الى الادب الذي يناقش البواعث الذاتية في مواجهة العرف المجتمعي او الادب الاجتماعي اجمالا.
• هل كانت لك تجارب مع الجروبات الادبية؟
– تجاربي المحدودة التي أستطيع قياسها بين جوربين فقط (اسرار الكتب، ساحر الكتب) وأدين لهما بالفضل في كثير من النواحي.
• ماذا اضافت لك الجروبات الادبية؟
– الجروبات الأدبية في المجمل هي تجارب او نستطيع ان نقول انها (بروفة) جيده للعرض العام. حيث انها تعمل على تقديم صاحب الكلمة لهواة القراءة والمتابعة ومن ثم يستطيع معرفة التوجه العام لما يكتب ومدى قبوله ومواءمته للقارئ وبالتالي يعدل مؤشره الكتابي من حيث الموضوع والكلمة المكتوبة.
• ماهي أكثر فائدة جنيتها من الجروبات الادبية؟
– الفائدة الكبرى بالنسبة لي كانت تدريبي على تقبل النقد واختلاف الراي فكما ذكرت سلفا فنشر الكلمة المكتوبة بشكل عام يضعها محل النقد والتقييم، والعرض العام يستتبعه بالضرورة النقد العام
• ما أسوأ عيب في الجروبات الادبية؟
– ميلها في الاغلب الى لون ادبي واحد وكأنها مجتمع مغلق او ناد متخصص، ونشوء فكرة الـ (التراس) المهينة للكاتب والقارئ حين يكون لكل كاتب مجموعة من (الهتيفة) ولكل لون ادبي مدافعين شرسين يأبون مناقشة او نقد اللون او الشخص او العمل خوفا من اهتزاز صورته العامة.
• كيف طورت نفسك في مجال الادب؟
– اتي التطوير ذاتيا من خلال التعليم الذاتي بالقراءة عن فنون الدراما الأساسية ونشوء فن الرواية والسرد ومساعدة ذاتي بالتدريب على كتابة أنماط مختلفة من الادرب (قصة قصيرة، قصة، مسرح، رواية) والتدريب اليومي على الكتابة الحرة والذي بدأته منذ الصغر لشحذ قدراتي على التعبير قدر الإمكان.
• من هو الكاتب الجيد والسيء من وجهه نظرك؟
– الكاتب الجيد هو من يملك رسالة من العمل وحين أقول رسالة فأنا لا أعنى المعنى الضخم الرنان ولكن انا كشخص اكتب لأوصل رسالة معينه للقارئ … لشحذ تفكيره او مشاعره تجاه قضية ما تشغلني فان لم امتلك قضية عامه اود التعبير عنها في مجمل اعمالي وتتضح بصورة كاملة حينما تقرأ سويا ولا املك رسائل مصغرة محددة في كل عمل … إذا فأمامي الكثير لأتعلمه قبل ان اشرع في الكتابة.
• هل انت مع او ضد استخدام الكاتب لألفاظ خارجة عن الاخلاق العامة بحجة توصيل المعنى للقارئ؟
– ليس هناك ما هو خارج طالما كان (فصيحا)، الخروج عن الادب واللياقة يكون في سياق ورود اللفظ او التعبير لا في وضعه. فالشخصيات الأدبية تفرض ذاتها ولغتها والفاظها على الكاتب والموقف الدرامي وأهميته يفرض وجوده من عدمه … ما وضع.ل.لـ (حشو) في عمل ادبي حتى وان لم يكن لفظ خارجا، فهو خروج عن الادب والذوق واللياقة في رأيي.
• هل لمجال عملك علاقة بعالم الادب؟
– على الاطلاق. سألني أستاذ في معهد السينما اثناء دراستي فيه لفترة عن علاقة عملي بالكتابة …فجاوبت بمنتهى الثقة مدعيا علاقة ما …. يومها قال لي (انت كداب، مفيش أي علاقة) وكنت امثولة للصف في ضرورة مصداقية حديثك وتعبيرك حتى لا يصدر عملك بشكل مفتعل غير حقيقي … ومن يومها تعلمت ان لا ادعي.
• ما هو الحلم الذي مازال يراودك، وتتمنى تحقيقه؟
– تحويل أحد اعمالي الى عمل درامي. فرسالتي الضمنية في اعمالي اود لها الانتشار بأوسع شكل ممكن وفي مجتمع يفضل الدراما التمثيلية عن القراءة فان إيصال الرواية عبر الدراما ليعد طريقة جيدة. كما أنى اعشق فنون الدراما في المجمل.
• هل تؤمن بأهمية الادب في تغيير الواقع؟
– للأدب دور حقيقي في تغيير الواقع وان لم يكن بذات القوة التي كان عليها سابقا مع انتشار فنون ووسائل الميديا الحالية
• من هو صاحب الفضل عليك في سطوع نجمك الادبي؟
– بداية وبالأسماء أخص الأستاذ يحيى هاشم مدير دار اكتب للنشر والكاتبة عبير عواد والأستاذة آية سعد الدين مديرة دار زين للنشر والأستاذين جلال ومحمد عز الدين من دار بيون … الايمان بقدرات كاتب وحثه على تقديم عمله والمجازفة بنشر اعماله التي ربما تكون غير رائجة تجارياً واضعين امامهم هدف أسمي وهو تقديم أدب جيد (من وجهة نظرهم)، هو اهم ما يحتاجه الكاتب.
• هل كان لديك محبطين حاولوا هدم اسوار احلامك؟
– الكثيرين، بداية من احباطات دور النشر الأولى الى احباطات بعض القراء الذين لم تتفق اذواقهم مع ما اكتب وفضلوا الهجوم عوضاً عن النقد.
• ما هو الافضل لديك النشر الورقي ام الالكتروني؟!
– الورقي قطعا …
• طبع لك كتاب الان لمن تكتب الاهداء؟!
– اهداءات كتبي دائما ما كانت موجهة لمن كان لع دورا حقيقا مع في الكتابة او في تكوين الكتاب … ولذا فكتبي الأخيرة صدرت بدون اهداء … اهداء الكتاب له قيمة كمتن الكتاب وليس (دعوة فرح ومجاملة)
• هل لديك طقوس معينة في الكتابة؟
– ليست طقوس بالمعنى المعروف ولكني لا أستطيع الكتابة في الظلام ولا في الأماكن الصامتة … أحب الكتابة في أكثر الأماكن صخبا، بين الناس، في أماكن ساطعة الإضاءة. لذا أفضل الكتابة في الكافيتريات والقهاوي حيث أرى وجوه الناس التي تعطيني الكثير من التعبيرات وردود الأفعال التي تشحذ الوصف الشخصي لدي.
• كيف تستطع التوفيق بين موهبتك والتزاماتك الاجتماعية؟
– ليست لدي التزامات اجتماعية كثيرة بالشكل المعروف وبالنسبة لالتزاماتي الاسرية والعملية فلقد تعلمت في بيتي منذ الصغر ان لكل شيء وقت ولكل مقام مقال … تخطيط جدول لليوم منذ الصباح كان اول درس علمتني إياه امي.
• هل لديك معاير اجتماعية او اخلاقية في الكتابة؟
– لا أؤمن بـ فلترة العمل أخلاقيا قبيل تقديمه … الفن لا يسير بمعايير الخلاق الاجتماعية العامة لان النقيض يعرف بنقيضه. والادب هو فن من الفنون الإنسانية الاصيلة فلا يمكن ان احاكم الاديب أخلاقيا على اعماله ولكن أستطيع نصب المحاكمات لشخوص عمله الادبي داخل إطار الحبكة. بالنسبة للمعايير المجتمعية فالمجتمع ديناميكي بطبعه وما هو مرفوض مجتمعيا الان قد يكون مقبولا جدا فيما بعد … فان كنت اكتب لليوم فقط فعلي الاعتزام بالعرف المجتمعي الموضوع، لكن انا اكتب في العموم لليوم والغد فعلي الا أحد ذاتي بحدود وهمية.
• من هو الكاتب الذي من المستحيل ان تقرأ له؟
– ليس من المستحيل ان اقرأ لكاتب بعينه لكن قد اتوقف عن القراءة إذا لم أرى أي ابعاد للعمل المكتوب بعد الصفحة العاشرة ….
• من اصحاب الحرف الجيد الذي تحب القراءة لهم؟
– اعشق شارلوت برونتي برائعتها الأبدية جين اير وأحب احسان عبد القدوس في طريقة عرضه لفكرته بشكل راق ومناسب وتنوع موضوعاته لخدمة هدف واحد سامي عن الحرية الفردية. ومن المعاصرين فأني اري محمود علام يغرد منفردا بتوجه خاص جدا في الكتابة وقدره عظيمة على استخدام اللفظ والوصف كما أنى أرى لعمرو سامي بعد بدايته ب القاهرة 2020 هذا العام مستقبل أكثر من رائع.
• كلمة شكر تحب أن توجهها، يا ترى من سيكون صاحبها؟!
– امي ثم امي ثم امي
• بمن تأثرت من الكتاب القدماء وكتاب العصر الحديث؟
– رغم تنوع اشكال الكتابة التي اطلعت عليها فأنني أرى تأثرا ببجين اوستن (وأتمنى ان يكون هذا حقيقيا)
• لماذا لا تشارك كثيراً في الجروبات الأدبية لتحصل على انتشار أكبر؟
– لأن ارائي الصريحة في الاعمال الأدبية والكتاب يستتبعها عداوات وهجوم ضاري اتجنبه. كما ان افكاري يراها البعض متحررة او ضد العرف المجتمعي أحيانا فأفضل ان احتفظ برأيي لنفسي واصيغه بطريقة أدبية تصل للقارئ ضمنيا عوضا عن تقديمها بشكل مباشر.
• نجد أن أغلب كتاباتك أو ما لاحظته من خلال متابعتي لك يدور حول الشأن الإسرائيلي ما السر في ذلك وهل هناك لون أدبي محدد تكتب فيه؟
– الامر فقط أنك تفضلتي بمتابعتي مؤخراً … كل عمل اكتبه يأخذ جزء كبير من روحي واهتمامي اثناء كتابتي والتي تتراوح في العمل من سنتين الى خمس سنوات. حينما كتبت سيرأف ظللت متأثرا لثلاثة سنين (وحتى الان بشكل جزئي) بعلوم اللغات والديانات الوثنية القديمة وكانت كل كتاباتي ومقالاتي تتمحور حول نشأة اللغة ونشأة الدين. وحينما كتبت ميلونجا كانت فزياء الحركة الراقصة هي ما شغل تفكيري لعام كامل … الان ونوعا بين يدي القارئ فأن كتابتي عن الأعماق النفسية والشخصية لفتاة إسرائيلية استوجب مني دراسة مفصلة ومتابعة دقيقة للشا، الإسرائيلي السياسي والاجتماعي. وفي كل مرة اتأثر بموضوع اثناء الكتابة فأني أحب ان اعبر عنه عبر منصات التزامل الاجتماعي كنوع من اختبار الموضوع ومدى قبوله لدى المتلقي في النهاية.
• ما رأيك في الأدب النسائي؟
– لا أؤمن بمقولة الادب النسائي …فتلك المقولة تعطي صورة عن ذلك الادب بأنه سيناقش موضوعات نسائية … وانا لا أرى موضوعات خاصة بالنساء دون الرجال او العكس … الادب ادب والاديب اديب أيا كان جنسه والاديب الجيد هو من لا يدع جنسه يؤثر على عمله المكتوب والذي لا تستطيع (كقارئ) تخمين جنسه اثناء القراءة ما لم تطلع على اسمه … واعطي المثال اواضح في (الباب المفتوح) للطفية الزيات والتي قدمت في عملها هذا تحديدا مع يعد في رأيي عملا ادبيا متكاملا.
• بالإضافة الى الكتابة، هل لديك اهتمامات أخرى غيرها؟
– انا باحث حر في اللغات التركيبية واللغة المقارنة كما اعشق الترجمة وتدريس اللغة الانجليزية وأقوم بكلاهما بشكل حر.
• ما هو جديدك؟
– انا الان بصدد تجميع المصادر لعملي القادم واستبيان معالمه الرئيسة وهو عمل اجتماعي أيضا.
• كلمة أخيرة لحضرتك تحب أن تقولها؟
– بالتأكيد اود ان أوجه لك الشكر ككاتبة وصحافية على هذا الحوار وعلى اتاحة الفرصة لي للتعبير عن ذاتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى