“انتظرتك بفارغ (القبر)”
أين ذهبت؟ إنِّي انتظرتك ستين يوما ،ً وأنا على شوقٍ
لأستلمك مرتين :مرةً عند الثاء ،ومرة عند التاء .
مرت الأيام ،وجاء الموعد ؛
ذهبتُ كعادتي ،أظمك وابتسمْ للحياة ، أجعلك في جيبي واُسر بك ،وهنا كانت القارعة ..حينمابحثت عنك فلم أجدك ! أين أنت عزيزي ؟ حلمت بك ليالٍ طوال ،وانتظرتك في صحارٍ قفار، يوماً بعد أخر، ولحظةً بعد أخرى ؛ذهبت ولم تودعني! أَعلم أنك ضعيف جداً، أَعلم أنك لم تبلغ سن الرشد ، أَعلم أنك لازلت صبي، بل وأنت صبي منذُ عرفتك، أنت لم تصل حتى الصف الرابع الإبتدائي ،لكنك فارقتني وأنا في أمس الحاجة إليك؛ يقولون أنك “لست براتب ” لكنك عندي راتب، وقد كنت سخرّتك لطفلتي الوحيدة ،التي تبلغ من العمر شهرين ،حينما بكت في وسط الليل ،نادى صداء بكاءها ياأبتي ،آلمني الجوع وشد علي برد الشتاء ؛ فهمست بأذنها : عساه قريب ؛ لأشتري لك مايسد رمقك ،وألبسك مايدفع عنك البرد ، ياعزيزي.. ماذا أقول للطفلة التي لازالت” في المهد صبياً”؟! ماذا أقول لها إذا فزعت باكيةً؟ عزيزي..عد إلي قريب ،لا استطيع العيش بدونك ، ولا يطيب لي القرار بعدمك.
المرسل /أنا
المستقبل /راتبي المخفي