كتاب وشعراء

نص نثري ……. بقلم : محمد جمال الحميدي

#محمد_الحميدي
!…
تراجعتُ عن قراري والحمدلله،
فهذه الكلمات الماثلة نصب أعينكم؛ ليست كل أملك، وليست إرثي الوحيد..

فأنا؛ أملك في جعبتي الكثير من الانتكاسات.. الانتكاسات التي جعلت الضلوع صدئة، كأنَّها
حديد تأثر بِالرطوبة..
وهذا لا شك بِأنه سيعيق حركة الأرواح القابعة بين ضلوعي؛
إذ أنهم سيظلون مسجونين قاب شهيق وزفير، في صدري؛ بلا أدنى أمل للإفراج؛
وهذا يعني بِأنني
سأحاول طعن نفسي؛ كلما سمعت تأوهاتهم؛
كي أخرجهم، فلا أجد إلا خفقان قلبي؛ يعج بهم..

ومما لا شك فيه أيضًا، هو أنني أملك مخزون هائل من الذكريات..
وهذا سيؤمن لي حياة مليئة بهضمي لنفسي؛ كلما طافت حولي أطيافها،
ظنًـا منها بِأني حرباء، أُغـير من مزاجي كلما رأيتها..
وأنا؛ أثكل نفسي؛ كلما نحرت نفسي بها
أتذوقني؛ كلما شعرت بِمرارتها تلامس شفاهي.

وأيضـًا الخسائر، فأنا شخص مدمى الجسد والحمدلله بِالهزائم..
هزائم تجعلني أتقيأ من أنفي سهام سامة
سهام مدبدبة الرأس؛ عليها بعض من لعاب أحلام لي، كانت تُقبلُني ذات شغف..

وأملك المزيد والمزيد، لكني، أخشـى
أن يحسدني أحد؛ فتسير دموعه
بِحفل تشييع جنازتي..

13-2-2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى