كتاب وشعراء

ماكان قلبي // للشاعر // بسام المسعودي

ما كان قلبي الذي قُدَ من حربٍ وقصيدة رديئة
رحلة عابرة عادية
وإنما جرحاً أليماً في حياتي
أو حظاً عاثراً في دربي..
لقد ضربت بعروقي في صدر البلاد حينها
يا أبي
ثم أزهرت في يديّ وجعاً
وصرتُ رحلة سرق الحزانى منها نظرتي
لذلك أبدو بائساً
أتجشم عناء الذهاب إلى العُزلة وحيداً
أتعاطى القات كنوع من العلاج،
وأبدو كرجل اللّحظة
الذي يعيش في طابق أرضي
ويتجنب الصعود للشارع المجاور لبيته
حتّى لا تزداد رؤيته للحياة أنّها ضجرة مثله.
رجل اللّحظة ومُستاءً من آخر
مدينة زرتها،
عدت بعدها قريتي مع الكثير من الحظ المربك
حظ أنْ أصبح شاعراً
املأ صفحتي الفيسبوكية بالأصدقاء الوهميين
أعتزل قصائد القافية
وأصير أنا
لنفسي فقط ومسروراً بالفوضى
تحدثها قرقرة بطني الجائعة كل ليلة
ومليء بوهم أني شاعر
وأني من بلاد قد أزهرت وجعاً في يديّ..
أنتمي إلى فصيلة الدم البارد ولأولئك الحيارى
القابعين في البطالة
أنتمي للمصابين بمثالب مولدهم وبأمراض الحرب
أنتمي لدخان السجائر المهربة
للعطش وللحيرة المباركة،
أنتمي للكتابة وللقلق عليّ من الشعر
من بعدها صرتُ اسأل الله
أن يضع حداً لهذا الخوف المتنامي داخل قلبي
أن يفتح محابس أمانه
أن يملكني إيماناً وسكينة
ويداوي قرقرة بطني الجائعة ويوقف كل المهازل
التي جعلت الحزانى يسرقون نظرتي مني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى