كتاب وشعراء

حِوار مِن رَحم الجَنةِ …… بقلم : ريم علاء

بقلمي ريم علاء
____________☆
**حِوار مِن رَحم الجَنةِ**

وَضَعت رأسها على الوِسادةِ وقالتْ :
حَبيبي أنا خائِفة جداً .
..فَبَعد سَبع سَنوات مِن الدُموع والحِرمان
رُزقتُ بِحَملي الأول ؛وأنا أشعرُ بالرُعبِ لمُجردِ التَفكير بأنَني سأموتُ دونَ أن أراهم ..
لا تَقلقي ياحَبيبتي (رَد الزوجُ)
ولا تُربكِ نَفسكِ وتَشغلي فِكرك بِهذهِ الأفكارُ السَلبية ..تَفائلي خَيراً ياعَزيزتي
فَوضَعت يَداها على بَطنها بِحذرٍ وخَوفٍ وقالتْ: أحِبكُما جداً ياعزيزاي

فَقال الطِفلُ :
..أتَظنين أننا سَنموت يا أختي ..؟
فَردتْ الطِفلةٌ قائِلة :
لا ؛ لا أظُن ذلك فَنحنُ لم نُولدُ بَعد.
لا نَزال نَختبئ في جَوفِ أُمنا
وهي المَكانُ الوَحيدُ الذي يُبقينا بِمَآمنٍ مِنَ الشَرِ .
حَقاٌ ..! قالها الطِفلُ بِتَعجبٍ !
ألا تَعلمين أن هُنالك فايروس يَنتَشر بِطريقةٍ مُرعبةٍ جِداً
فَبالأمسِ عِندما كُنتِ نائمة أنا أستَمعتُ لوالدينا وَهما يَتَحدثان عَن خُطورة الوَضع وأنتِشار هذا الفايروس الرَهيب الذي يَغزو العالم بأسرهِ…
وشَعرت بِخَوفِ والدتنا ورَعشة يَدها عِندما كانت تَتلمَسنا بِهدوءٍ تام
وهي تَقول : أنا خائِفةٌ على طِفلينا …
أخاف أن أصابَ بِهذا المَرضِ وأموت ويَظلان حَبيسان في رَحمي ولا تَرى عَيناهما البَريئةُ النور أبداً ..؟
فَردت الطِفلة : لا تُبالي ياعَزيز قَلبي
فَنَحنُ هُنا في رَحمِ الجَنة وفي الجَنةِ لا تَحدثُ أمور سَيئة…أنا مُتيقنةٌ تَماماُ أن أُمنا قَويةٌ ولا تُهزم
ولن تَستَسلم لمُجردِ فايروس صَغير ..فَهي التي حَملتنا طول هذهِ الفَترة وتَحملتْ شَقاوتنا وعَنائنا أتعتقد انها ستتخلى عنا بسهولة ..؟
فَرد الطِفل بِعَنجهيةٍ قائلاً :!
وأن حَدثَ هكذا أمر أتظنين أن بأمكانا الهُروب مِن داخلها ونَحنُ لانَقوى على السَيرِ بهاتينِ القَدمين الضَعيفتين …؟
أم أن هذا الحَبل السِري سَيستطيعُ التَمدد مَعنا للوصولِ لمكانٍ أبعدُ مِن قَدميها …؟
أم هذا الكِيس الذي يُحيطنا سَيكون قَوياً للحَدِ الذي يَتحمل قَسوة الحَياة خارج رَحمها ..
هل أنتِ مَعتوهة أم تَدعين ذلك ..؟!

فَردت الطِفلة مُبتسمة : لا بَل مُتأكدةٌ أن قَلب أمي أوسع مِن الدنيا بأكمَلها ..
وأن حَنانها ولطفها وعَطفها جُزء من رحمة الله ولا تُقاس بشيء أبداً

فَرد بغضبٍ قائلاً :
وما الذي يَجعلك تَتأكدين مِن ذلك وأنتِ حَتى لم تَريها بَعد…
فَردت الطِفلة :
لَيس بالضَرورةِ أن نَراها لنَعلم بِذلك …فَيكفينا صَوتها لَيلاً وهي تَقرأ لنا القُرآن بِصوتها النَقي المُمتلئ بالحَنانِ والدِفئ
ويَكفي أنها عِند كُل صَباح تَتَلمسنا بٍحبٍ لتُشعرنا أننا أغلى مالديها ..
.
والشَي الأهم ..يا أخي تأكد بأن الله سُبحانه وتَعالى لا يُريد بِعبده سُوءأ
ولا يُريد بهِ ضَررٍ
فأن قَدر لنا أن نَحيا سَنحيا رُغم كُل الصِعاب وأن قَدر لنا أن نَموت سَنموت حَتى وأن كُنا في الجَنةِ.
فَقُدرتُ الله لا تُوصف ..لنَضع ثِقَتَنا بالله ونوكل إليهِ أمرنا ..

وَكف عن الحَركةِ وأهدئ
ودَعنا نَنَام الآن ونَترك والدتنا تَنام براحةٍ كي لا تَشعر بالقَلقِ والتَعب بِسَببنا ..
تُصبحُ على خَيرٍ ياأخي وتَؤأم روحي …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى