إسهامات القراء

أشرف غازي يكتب :لنُفكر بالعقل ونجنب العاطفة.

لقد ترك الناس كل شيئ وراح يلعن بعضهم بعضا ظناً منهم بأنه سبب الكارثة التي نحنن بصددها ” كورونا’.. لقد تذكر الناس الله فجأة وكأنهم كانوا مغيبين! وكأنهم لا يستشعرون الخطر إلا وهم على حافة الهاوية، ولكن هذا ليس كل شيئ.. وهل تلك هي الكارثة الأولى من نوعها…؟ وهل تلك الفترة دون غيرها التي شهدت غضب الله ليبعدنا عن مساجده ويجعلنا نسكن بيوتنا ننتظر الموت..؟
لن اتحدث عن قوم عاد وثمود وقوم صالح ونوح وشعيب الذين هلكوا ما بين صاعقة وغرق وأوبئة..ولكني سأتحدث عن كوارث العصر الحديث.

لطالما هددت الكوارث الطبيعية والأوبئة تاريخ البشرية وأسهمت في تغيير جغرافيا البلدان التي حلت بها كما غيرت مجرى تاريخ العالم،وقد كان للمنطقة العربية أيضا نصيبا من هذه الكوارث فإليكم أسوأ الكوارث التي تسببت بها الطبيعة والأوبئة

** وباء الانفلونزا 1918-1919
هو فيروس قاتل وصف بأعظم هولوكوست طبي في التاريخ، انتشر في أعقاب الحرب العالمية الأولى عبر الطرق الملاحية والتجارية و امتد ليطال معظم دول العالم وأودى بحياة 100 مليون شخص، أي حوالي خمسة بالمائة من سكّان العالم، بالإضافة إلى إصابة نصف مليار شخص به.

** زلزال مصر وسوريا عام 1201
تعرضت منطقة بلاد الشام عام 1202 لكارثة ليس لها مثيل ، عندما ضرب زلزال مُدمر شرق المتوسط و قد شمل تأثير الزلزال كافة مناطق بلاد الشام و مصر ، ووصل الشعور به حتى ارمينيا و تركيا و جزيرة صقلية في البحر المتوسط.ودمر الزلزال مناطق كبيرة من البلدين وراح ضحيته أكثر من مليون و100 ألف شخص في مُختلف أنحاء بلاد الشام.

** المجاعة الكبرى في الهند 1769-1773
في عام 1769 تعرضت الهند لأسوأ مجاعة مسجلة في التاريخ وقد راح ضحيتها حوالي 10 ملايين شخص وخلفت هذه المجاعة دمارا طال ثلث سكان البنغال ، بسبب الجفاف الحاد الذي أتلف المحاصيل الزراعية في 4 سنوات متتالية
وفي تفاصيلها، تجلت أولى مؤشرات هذه المجاعات في عام 1769، وكانت مجاعة وحشية، امتدت حتى عام 1773.

** إعصار كورينغا في الهند عام 1839
بأمواج مصحوبة ارتفاعها 12 مترًا، ضرب إعصار “كورينجا” الهند، في 5 نوفمير من عام 1839، وتسبب في مقتل 300 ألف شخص تقريبًا، وتدمير 20 ألف سفينة، وغرق 20 ألف شخص في مياه البحر، وقد ابتلعت الأرض معظم الضحايا جراء تحطم المنازل والأبنية.

** مجاعة البطاطا في أيرلندا 1845-1852
.سميت أيضا بمجاعة ايرلندا الكبرى وتسببت بوفاةَ مليون إنسان وهجرة مليون آخر فانخفضت نسبة السكان بحوالي 20 بالمئة عندما أتلفت آفة زراعية تُسمى باللفحة المتأخرة محاصيل البطاطس في أنحاء أوروبا ، لكن الضرر كان كبيرا على أيرلندا بشكل خاص إذ كان ثلث سكانها يعتمد على أكل البطاطس في التغذية بسبب الفقر، فتفاقمت فيها الخسائر البشرية بل وغيرت هذه المجاعة المشهد السكاني والسياسي والثقافي في أيرلندا إلى الأبد وأصبحت نقطة تاريخية فاصلة في تاريخها.

** الجفاف الكبير في الصين 1876-1879
خلال 3 سنوات فقط فقدت الصين معظم ما لديها من محاصيل زراعية وأعداد مهولة من الماشية بسبب موجة من الجفاف ضربت الصين عام 1876 وراح ضحيتها ما يقرب من تسعة ملايين شخص.

** فيضان النهر الأصفر في الصين 1887
وأيضا في الصين تسبب فيضان النهر الأصفر بمقتل حوالي 2.9 مليون نسمة اذ عتمد المزارعون المقيمون بالقرب من هذا النهر على السدود لتنظيم تدفق المياه، ولكن في 28 سبتمبر/ أيلول تمكنت الأمطار الغزيرة من التغلب على تلك السدود، مما أدى إلى فيضانات واسعة النطاق. بعد تحطيم السدود، انتشرت المياه بسرعة كبيرة في السهول المنخفضة وغطت حوالي 130 ألف كيلومتر مربع.

ناهيكم عن الحرب العالمية الأولى والثانية التي راح ضحيتها ما يقارب الخمسين مليون من مختلف دول العالم..
وقد قال رب العزة في محكم التنزيل:
( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ) وذلك أن أهل مكة قالوا: يزعم محمد أنه من عبد الأوثان, ودعا مع الله إلها آخر, وقتل النفس التي حرّم الله لم يغفر له, فكيف نهاجر ونسلم, وقد عبدنا الآلهة, وقتلنا النفس التي حرم الله ونحن أهل الشرك فأنزل الله تلك الآيات سكناً لهم وطمأنينة..وقد قال رسولنا الكريم:
ﷺ: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم.
صدق رسولالله صلّ الله عليه وسلم..
لذا لا يجب الترويع والتهويل دون الوضع في الإعتبار ان الإنسان مُبتلى فمن صبر وأحتسب وعمل لآخرته فقد فاز..ومن لعن الظروف وسخط من قضاء الله وقدره فقد خسر الدنيا والآخرة…أستقيموا يرحمكم الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى