إسهامات القراء

الانتحار في غزة…..بقلم سحر محمد

الانتحار في غزة ماهو إلا وجه لقنبلة تكتيكية لم تحتمل الضغط الواقع عليها فانفجرت تخوض أرواحنا نزاع عاطفةٍ وعقل محدثة مجازر نفسية وتترك شرخاً عميقاً في داخلنا
انتحار فتاة بعمر الزهور عصر أمس ….
انتحار شاب عشريني ..
قرأت الخبر للمرة الألف بعد المئة ولم أجد أحداً منهم يمتلك كلمة حق ٍ ليصرح بها بموجزٍ شديد كتبوا نصوصهم وقد غُشيت أبصارهم فأصابهم العمى جميعاً ووصفوا المشهد كما سمعوه من أفواه المارة فالأحاديث ملغومة ُمُتبعة لم يكتبوا بأنه لم يجد لوناً يلون به درب حياته إلا اللون الأسود القاتم، ولم يجد معزوفة ً يسمعها إلا لحن الموت الشهير ، وفي كل مرة يشق الطريق وتتعالى ضربات قلبه أملاً بأن يصل إلى باب السعادة والراحة الذي يناضل عشرون عاماًمن عمره الضائع ليصل إليه ولكن بعد تكبد عناء طويل وجهد شاق كان يجد الطريق مسدود ويبتسم ويقول الغد أجمل ، لم يكتب أحدكم عن تلك الذكريات القاتلة التي عاشها ولا المعارك النفسية التي خاضها ولا تلك الصراعات و الحروب التي جعلت منه شخصاً متناقضاً يائس، لم يكتب أحدهم بأن دقات الساعة عند الواحدة إلا ربع صباحاً كانت تصيبه بالوجع والقلق كانت تدق بداخله نوعاً جديدا من الوجع، لم يقرأ أحدكم مذكراته ولا رسائل ضعفه وعجزه التى تركها على مكتبه فالجميع مهتم بالخبر لا بتحليله ، لم يلاحظ أياً منكم التجاعيد حول فمه من الصراخ سراً لم تثير انتباهكم تلك الهالات السوداء التي خلقها اليأس والريب والتوتر تحت عيناه لم يستفسر أحدكم عن انتفاخ عينيه من البكاء الهستيري سراً الذي كان يحاول بكل ما أوتي من قوة أن يستر به عُري روحه ،يُقطب كل تلك الندوب التي في قلبه كأن يحاول النهوض مراراً وتكراراً حاول كثيراً ومن فرط المحاولات التي تبوء بالفشل سقط منهاراً ، لم ينتبه أحدكم لأحباله الصوتية التي هرمت وهي تمارس طقوس الصمت والكبت متناسية بأننا محض بشر لا نملك صبر أيوب وعمر نوح لم تستفزكم عشرنيته الربيعية كيف تحولت لخريفٍ قاتل كان بالأمس بينكم ماراً من أمامكم هل سألتموه ماذا يجول بخاطره؟ ماذا إن كان هنالك شيئاً قد يرجعه لشخصه القديم ؟لاتهم هذه الأسئلة الآن لأن الأجوبه قد دفنت بجانب مالكها ، ويبقى الأهم من ذلك الصراعات الداخلية التى تُنبت وتُبرز كل أوجاع الروح والألم في الملامح الخارجية فتطمس الملامح والجمال ويبقى الكسر والتشويه من الداخل والخارج لن يرى وجهك الحقيقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى