كتاب وشعراء

أسامة جاد يكتب : صباح مناسب للقتل

اغتِراب

 

قالت الطفلةُ: “المواني باردَةُ، وظلالُها خَدَّاعةٌ”، وكانت في دورٍ العرافَةِ.

رسم خطًا رفيعا فوقَ فَمه، وكانَ يعرِف أن أمه ستغضَبُ، عندَما لن يزولَ الحبرُ.

خَطُّوا دائرةً، وحددوا تفاصيل بيتهم؛ هنا المائِدةُ، والمطبخُ من هنا، وتلك الغرفةُ للمعيشَةِ، ونأتي بأطفال كثيرين، يداعبونني، يتسلقون ظهري في مشاغباتٍ مرحة ويفتشون في جيوبي عن حلواهم، المختبئةِ.

لا تضع قلبكَ في السفينةِ، بالأعلى. اتركهُ مع الحقائبِ، في الرحلات التي قد تطولُ قليلاً، تُعشِبُ التفاصيلُ، وتبكي، عند قطافِها، في لحظات الوصولِ.

والصغارُ أغنياتٌ، تَقطرُ ألحانُها، كعسلٍ صافٍ.

– رحلَتُكَ الأولى؟

– لماذا نرحَلُ، ما دُمنا نعودُ؟

حفلُ زفافها في البيتِ الذي رسموهُ، والزوجُ من بيتٍ آخرَ

في حجرتها، تدخلُ امرأةٌ يلفها السوادُ، وتقترب منها، وهي تمدُّ إصبعًا ملفوفةً في منديلٍ أبيضَ، نحو المثلث المعتم، وتمرُّ بكفها الأخرى على أعوادٍ من الحلفا، مفروقةٍ في اتجاهينِ.

تخرجُ، ويدُها مجروحةٌ من أَثَرِ الحلْفا، والمنديلُ ملوثٌ بالدم.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى