رؤى ومقالات

ميرنا أحمد تكتب عن: بيروت التاريخ و النضال أبداً لن تموت

فى وسط الشاطئ الشرقى للبحر الأبيض المُتوسط تتلألأ جوهرة الشرق بيروت بعدما شكلت على مدار الزمان معبراً يصل الشرق بالغرب فامتزجت فيها الحَضارات العَريقة و تفاعلت الدِيانات و المذاهب المُتعددة و اختلط صوت المؤذن بأجراس الكنائس …
و قد استحقت بيروت أن تنال لقب ” المدينة التى لا تموت ” بعدما ضربتها الزلازل و غَمرها الطوفان و دمرتها الحرائق و الحروب أكثر من مرة عبر التاريخ إلا أنها كانت دائماً تنتفض و تقوم من جديد فبيروت و الحياة صُنوان لا يفترقان كما أن بيروت ليست مساحة أرضٍ محدودة فأرض الحضارات لا تقاس بالأمتار فَبيروت هى قصة المجد و الخلود و قصة مدينة صمَّم شعبها على الحياة المُشتركة فالتقى الهلال بالصليب رافضاً لكل منطق تقسيمى طائفى و مُحتضناً لكل فكر توحيدى شامل جامع …
و لقد دفعت بيروت و ما زالت تدفع أغلى الأثمان دفاعاً عن وحدة لبنان و عروبته بالموقف و الرأى بعدما قاومت بأجساد أبنائها كل عدوان فمن بيروت و فى الخامس عشر من شهر أيلول عام 1982م أُطلقت أولى الرصاصات بوجه العدو الإسرائيلى مُعلنة بداية المُقاومة التى أطلقها إبن بيروت الشهيد خالد علوان و لقد حاولوا أن يخترعوا البدائل عن بيروت و ظنوا أنه ببعض الحِجارة و الإنارة و الإثارة تُصنع العواصم و سَها عن بالهم بأن روح بيروت لم و لن تعط لسواها إنها رسالة قدر تحملها بيروت و لن يتخلى عنها أبناؤها …
و فى النهاية لن تموت بيروت مهما حدث بها من كوارثٍ و انفجارات ضخمة كالتى حدثت بالأمس فى مينائها و أدت لمقتل و إصابة المئات علاوة على تدمير جزءٌ كبير من الميناء إضافة لتدمير مبان وتهشيم نوافذ و أبواب مع تصاعد سحابة على شكل فطر عملاقة فوق العاصمة فبيروت قد تمرض و لكنها أبداً لن تموت 
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى