صلاح البلك يكتب :حروب الكتب المقدسة ..رخصة للقتل

لن تعرف منطقة الشرق الأوسط السلام إلى قيام الساعة وكل الحديث عن المعاهدات واتفاقيات السلام المزعومة سلسلة من الأكاذيب التي تستخدم لتمرير الأهداف الإسرائيلية المدعومة أمريكياً في ظل ضعف العالمين العربي والإسلامي وغيابهما على كل المستويات .
حروب دينية اشتعلت منذ حاد على وجه الأرض أصحاب الديانات عن مسارها وما أرسلت به لحفظ الدم والأرواح والكل يزعم أنه يسعى لإرضاء الرب وإقامة مملكته وهو ما كان واضحاً في دوافع الحروب الصليبية واستمر لينشأ عن هذا الخطاب ذلك التحالف مع الصهاينة الذي يتحمل المسؤولية عن حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الجارية في قطاع غزة .
حرب نهاية العالم “هرمجدون” التي يروج لها بعض اليهود والمسيحيون محض افتراء كونها وقعت فيما مضى ولن تقع هذه الأيام ولا بعد ألف سنة مما يعدون.. ما هي إلا دعاية صهيونية أشاعوها في كل أنحاء العالم وتم ربطها بعودة المسيح المنتظر ليقود حرب الأخيارضد أهل الشر بنفسه في فلسطين عند جبل مجدو. وحملت ادعاءاتهم بشارة النصر على المسلمين وتأسيس مملكة الرب كما ورد في “سفر التثنية ” التي ستمتد من هناك لتشمل جميع بلاد العالم وتدخلها ملكوته.
رخصة للقتل حصلت عليها إسرائيل مدعومة بمدد لا ينفذ من السلاح الأمريكي والأوروبي وسط أجواء من الموسيقى التصويرية العربية الصامتة وغياب كامل لجماعة الدول الإسلامية وكأنها تبخرت ونالها الفناء والعدم ولم يعد لها وجود ولا أثر ناهيك عن ضلوع بعض هؤلاء وأولئك فيما يرتكب من مجازر في حق أخوة الدم والدين .
كل الشواهد والأحداث تشير الى احتمالية حرب عظمى لكنها ليست هرمجدون .. لا يعرف توقيتها ويستعجلها سوى نتنياهو وحكومته الأشد تطرفاً والتى باتت اللاعب الأساسي والوحيد في المنطقة بمنطق القوة والقدرة على فعل ما تريد دون حساب ..القتل في كل مكان .. غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا وإيران إذا لزم الأمر ..لم لا وهي دماء بلا ثمن وأعمال إبادة بلا حساب فالرخصة بالقتل قائمة برعاية الرب في السماء وجنوده على الأرض في كل من أوروبا والولايت المتحدة .
يدرك ترامب أنها أمة كادت تفنى وعليه فلا قدسية لرمضان الذي كان يخشى بايدن أن يستمر فيه القتل وهو ما كان يؤكد اليمين المتطرف في الدولة اليهودية وحكومتها أنه بلا أثر.
” انتم في أضعف حالاتكم وأنا القوي العزيز ..هي فرصتي التي لا تفوت للقضاء على كل مقاوم على أرضكم وتحقيق حلم الدولة الكبرى وليس هناك ما يعيقه..محرقة إبادة كل شيء مباح هنا ” هكذا يفكر نتنياهو المخلص لمعتقداته على بشاعتها من وجهة نظرنا رغم كونها تعبير عن حقيقة ما استقر لدى الإسرائيليين الذين يكاد لا يوجد بينهم من يؤمن بالسلام ولا بحل الدولتين ..إما نحن وإما انتم .
ليس أقل من مبادلتهم نفس مشاعرهم وتحين الفرصة لتوقيع الجزاء حين تدور الدائرة عليهم حينها نوقع بهم قصاص عادل وهم من بدأ فلا ظلم ..فإن لم نستطع فيبيت الثأر والرغبة فيه في صدورنا إلى معاد محتوم .
النكبة الحقيقية لم تقع بعد رغم مرور كل هذه السنوات فلا زال هناك من يقاوم ..وضع السلاح وقبول الحل السلمي هو النكبة الحقيقة .