عندما أكون صحفياً عالمياً الصحفي………بقلم عميـد المهيوبي // اليمن

عندما أكون صحفياً عالمياً
الصحفي: عميــــد المهيوبي
——————-
غداً حينما أكون صحفياً عالمياً، سأجعل قلمي سيفاً للعدالة، وصوتي صدىً لمن لا صوت له. سأبحث عن الحقيقة في أماكن لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها، وأُعيد رسم الصورة التي حاولوا طمسها. سأكتب عن المظلومين الذين أُغفلت قصصهم، وعن الحروب التي لا تُذكر، وعن معاناة الشعوب التي تُسحق بصمت، وعن الصحف التي تحوّلت إلى مسارح للخداع، وعن الإعلام الذي صار متراسًا للكذب بدلًا من أن يكون منبرًا للنور.
لن أسامح الذين تخلّوا عن ضمائرهم وباعوا أوطانهم بثمنٍ بخس. لن أسامح الذين اختاروا الصمت في وجه الظلم، ووقفوا موقف المتفرج بينما كانت أوطانهم تُذبح على مذبح المصالح والأجندات. لن أغفر لمن حاولوا طمس الحقيقة، و جعلوا من الكلمة سلاحًا لتزييف الوعي، ولا لأولئك الذين قمعوا الأقلام الحرة، وكمموا الأفواه وأحرقوا الأوراق التي حملت وجع المظلومين. .
لن أسامح من تعمد الإساءة لوطنه وخذل دموع اليتامى و خان دماء الشهداء ورقص على أشلاء الأطفال وتغافل عن جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب في غزة
لن أنسى مدينتي وهي تُجلد بالقذائف، ولن أنسى شوارعها وما حل بها من قصف وحصار ودمار ولن أنسى صرخات الأزقة المليئة بالدم ونواح الأمهات وهي تبكي حجارتها المتناثرة، والأطفال الذين خوجوا من تحت الركام يحملون دمى محترقة وأحلاماً مبتورة.
لن أنسى كيف تحوّلت المدارس إلى مقابر، وكيف أصبح الحلم جريمة، والوطن منفى، والحق باهظ الثمن.
سأكتب عن الذين أُخرجوا قسرًا من ديارهم، عن تلك العيون التي ودّعت جدران منازلها بنظرة أخيرة، وحملت مفتاح العودة كوصيةٍ معلّقة بين الأمل والخذلان.
سأتحدث عن المخفيين قسرًا خلف القضبان، عن أصواتهم التي ضاعت بين الجدران، واسمائهم التي تحولت إلى أرقام في سجلات المجهول، عن رسائلهم التي لم تصل، وعن قلوب أمهاتهم التي لم تعرف الطمأنينة منذ غيابهم.
سأروي قصص البطولات التي سُطرت ولم يسمعها العالم، قصص الأبطال الذين مشوا في دروب المستحيل، وحفروا “ثغرة للنور في ظهر الجدار”، وعن تلك النسوة اللواتي حملن البندقية وتسلحن بالعزيمة ووقفن بوجه الموت وكأنهن جدران لا تُهد.
ولن أنسى عيون الحقيقة الصحفيين الذين ما يزالون يدحضون الزيف بالحقائق واستشهد بعضهم وغُيب بعض آخر منهم في سجون الظلام.
4-4-2025م
مدينة تعز