كتاب وشعراء

الليل يركض…اعتدال السقاف

الليلُ يركضُ في تجاويفِ الرؤى
عبثا يحاولُ أن يداري الحزنَ في عينِ القصيدة
أو يستعيَد من الحروفِ التائهاتِ من النوى
أنفاسَ حشرجةٍ يتيمة.
تشكو أساها بين أشرعةِ المراكب ،
في شاطئ الفيروزِ والمدن السقيمة .

الليل يجثم فوق صدري عاريا
مثلُ انهمارِ الصمتِ فوقَ مقابرِ الموتى
ليغدو حشرجاتٍ في تلابيبِ اللحودِ ،
وفي المواويلِ الحزينة .
عَبَثا يداري دمعهُ المسفوحَ حزنا
فوقَ أسوار المدينة.
فيها شفاهُ الريحِ تعزفُ للورى
لحنِ الجنائزِ والَمنون ،
ومواكبُ الأشباحِ ترقصُ في جنون .
أعمدةُ الدخانِ تلُفُّها
وتلفُّ أروقة السكون.

الليلُ يرفُلُ فوقَ أناتِ الشجون
يُرخي تلابيبَ الأسى فوقَ الوعود
وفوقَ أشرعةِ الحنين .
يهمي كئيبا مثلَ طاعونٍ تفشَّى
يُقعي ، ولا يُبدي اعتذارا للسكون
ليلُ الكآبةِ في متاهاتِ السجون
ليلُ الرتابةِ وانتهاكاتِ العيون
ليلٌ حَرُون .
فيهِ انبجاسُ الحزنِ طوفانًا
يدمّرُ ما سواه.
فيهِ اشتعالُ اليأسِ نيرانا
تحرِقٌ كلَّ شيء في الحياة.
ليلٌ .. ويقبعُ في تجاويف العظام
ليلٌ يصبُّ سوادهُ في كل قلب مستهام
ويقضُّ في نَزَقٍ سكونَ العاشقين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى