من هنا بدأت كل الروايات… الأديبة سعاد الورفلي

من هنا بدأت كل الروايات، حين تختزل النظرات في قصة واحدة وسرد يطول بلا بداية ذات معنى أو نهاية تحتمل كل الدلالات.
العناصر الأربعة تشكل طقسا واحدا، وذاك الطقس يجسد فصلا يتقاسم مشاعر الحب والحرب، والمطر والحر في آن واحد، وتتساقط الأوراق تلو الأوراق، ويصبح للحقيقة الخائفة نصف وجه، بينما تتدلى كل التوقعات تحت سقف الممكن .
هذا الممكن وقفت عنده كل البديهيات، الخير والشر، الرفض والقبول، تتعالى الأصوات وتخفت، وتتراجع الأقدام التي أقدمت على دك السور وكشف المحظور، لن تسقط المطر لعدة فصول ، وتوقفت عربات النقل من وإلى، وعاش المحايد في وسط تقوده جوقة الخيار الأمثل ، كان يفصل ثوب التجانس الفكري في معمل ما، السويد مثلا… ويحيكه في بيت شعر عربي، ربط في عموده شاة متوسطة العمر ، تحلب كل خريف لتسقي من بين فرث ودم لبنا سائغا شرابه بينما مزج عنصره بأهوية الأراضي السبع عند ملتقى البحرين مدهما وجزرهما لا يبغيان.
أي تفصيل لرسالة تشعر فيها بمعنى الخلود، وأي عودة تنبئ المسافرين نحوها بالفناء المحتم .
كان يتقي الضربات الأخرى تلو الأخرى، وكان يعي معنى التعاسة، والفقر، وقد رسم جدارية كبيرة على حائط غرفته المصابة بالرطوبة والبرودة والقسوة، أجداده العشرة ، تحوطهم أسوار الحكمة، يتوسطهم رجل عجوز امتلك في صلبه قوة المعنى، وصلابة الإرادة ، وعناد النسر حين مناجزته لسرب القطا وهو يقطع ذيل الشفق الأحمر ليوهم الأصفر بانطفاء الشهب وسحب الستر لتتغطى الأرض، وكأنها على موعد ما لصبح يتنفس ببطء، تحتدم فيه عند أول إشراقة سلطة اللا وسطوة التجريد، يظهر محملا كل العبارات ذنب العثرات التي لا تقيلها النظرات، ومصرحا لا تتريب على انكسار في فجأة نهار أو مقدار رمح من ليل مر دون أن يستأذن جذوة الغروب حين يحل الفناء .