مريم نعمي تكتب :هل يشعتل مفاعل ديمونا والمنشآت النوويّة الإيرانيّة فقط أم المنطقة بأكملها؟

بعد سبعة أكتوبر ظنّ “نتنياهو” أنّه هزم حماس، وبعد أن جعلته المقاومة في “لبنان” في حالة كُمون اعتقد أنّه المنتصر وأنّ لا شيء بعد اليوم قادر على إيقاف جنون العظمى للقتل والإحتلال، حتّى تمّ وصفه بـ “هتلر” الثّاني لطالما كان العدو الإسرائيلي غدّار، ولا زال إلى الآن أوهم العالم أنّه ليس بصدد توجيه ضربة لإيران إلّا بعد انتظار إنتهاء المفاوضات حاول “ترامب” أن يتملّص من هذه المشكلة، وأنّه لا علاقة له بتوجيه هذه الضّربة لكن كلّ أصابع الإتّهام تشير إلى أنّ “ترامب” موافق على توجيه هذه الضّربة، وكان على علم بها “نتنياهو” يمضي إلى حربه الوجوديّة حيث اعتبر أنّ هذه الحرب هي حرب ضروريّة، ويجب القضاء على إيران لأنّها تشكّل التّهديد الأكبر عليه خاصّة وإن حصلت على قنبلة نوويّة، لم تكن المشكلة مع إيران يوماً أنّها تريد أن تمتلك سلاح نووي وهذا حقّ مشروع لها فأغلب الدّول تمتلك قنابل نوويّة، لكن المشكلة
في النّظام الإيراني الّذي يدعم حركات المقاومة في المنطقة مع النّظام الّذي لم يرضخ للشّروط الأمريكيّة يوماً ولم يقدّم لها الدّعم المالي!
اعتقد المعنيون في إيران أنّ إسرائيل تمارس حملة ترهيب إعلاميّة حتّى تجبر إيران بالجلوس على طاولة المفاوضات، وهي ضعيفة وإنّ إسرائيل لم تجرؤ على ضرب المنشآت النوويّة، كما حدث مع “حزب الله” اللّبناني لكنّ إسرائيل تجرّأت ووجّهت ضربة إستباقيّة لـ إيران ولم تكن مفاجأة للعالم.
استطاعت إيران أن تتجاوز هذه الضّربة بسرعة ووجّهت حوالي 200 صاروخ كمّي نحو إسرائيل وأصابت “تل أبيب” الكبرى بشكل مباشر وأدّت إلى انهيار وتصدّع مباني عديدة، هذه الضّربة فاجأت الأمريكان والإسرائيليّين، وفي اليوم التّالي وجّهت إيران حملة جديدة من الصّواريخ النّوعيّة حيث استخدمت “قادر” و “خيبر” ودخل صاروخ “قاسم سليماني” الخدمة لأوّل مرّة وضربت منشآة الغاز في “حيفا” والمعركة ما زالت مستمرّة إلى الآن بين العدو الإسرائيلي والجمهورية الإيرانيّة والآن هناك حملة جديدة من الصّواريخ الإيرانيّة استهدفت محطة الكهرباء ومنزل “نتنياهو”.
هل تستفيد إيران من تجربة لبنان وتتلاشى الأخطاء والخروقات الأمنيّة الّتي وقع بها “حزب الله” اللّبناني؟
من المؤكّد أنّ هذه الجولات بين الطّرفين سوف تستمرّ ولن تقتصر على ضربات عسكريّة فقط فـ إيران إلى الآن أعلنت أنّها تستهدف القواعد العسكريّة فقط ولن توسّع رقعة الحرب ولا نيّة لها لـ نقل المعركة إلى الدٍول المجاورو، ولكن صعوبة المعركة مع هذا العدو ممكن أن تتطوّر الأحداث وتنتقل هذه المعركة إلى الدّول المجاورة، ليس بالضّرورة أن تنتقل المعركة عسكريّاً ممكن إقتصاديّاً خاصّة إذا أخذت إيران قرار بإغلاق مضيق “هرمز” سوف تفرض ليس فقط حصار عسكري بل حصار إقتصادي للمعركة منذ أن بدأت إلى الآن ارتفعت مباشرة أسعار النّفط وانخفضت أسهم البورصة في “تل ابيب” الإسرائيلي كالعادة سوف يلجأ إلى حرق أوراقه مبكّراً، وهو لا يستطيع إلّا أن ينجح بالتّفوّق الجوّي وحتّى التّفوّق الجوّي يعاني بها من مشكلة خاصّة مع وجود الدّفاعات الإيرانيّة الجويّة الّتي استطاعت أن تسقط طائراته من F-35 إلى F-16، لكنّه يجد مشكلة مع صدّ الصّواريخ الإيرانيّة، لقد فشلت القبّة الحديدية ومقلاع داود عن التصدي للصّواريخ الإيرانيّة بالرّغم من أنّ أميركا تساعد إسرائيل بالتّصدي للمسيّرات والصّواريخ الإيرانيّة، من المؤكّد أنّ إسرائيل ستكثّف الإغتيالات في إيران لكنّها لن تستطيع أن تمنع إيران من الحصول على حقّها النّووي والدّفاع عن سيادة أراضيها وشعبها. إيران تمتلك أوراق قوّة ومخفيّة إلى الآن لأنّها لم تخض حروب عسكريّة منذ زمن طويل، الأمر الّذي سوف يغيّر مسار المعركة هو الصّواريخ الّتي سوف تسقط على إسرائيل بكثافة وإغلاق مضيق “هرمز” الّذي يشكّل تهديد حقيقي لكلّ الدّول ممّا سوف يجبر جميع الدّول على التّحرك والضّغط من أجل إنهاء المعركة بين الطّرفين خصوصاً مع وجود انقسام في البيت الأبيض حول مساعدة ترامب لـ “نتنياهو” لأنّ ترامب وعد الشّعب الأميركي أنّه لن يجلب إلى أمريكا حروب بالأموال هل يضحّي “ترامب” بزيادة أموال الخزينة الأميركيّة من أجل غرور “نتنياهو” الأحمق؟
من سوف يرسم خريطة الشّرق الأوسط الجديد إن خسرت إيران معركتها مع إسرائيل ممّا لا شكّ أنّ حلفاءها في المنطقة سوف يصبحون بوضع أصعب وإن استطاعت أن تفرض نفسها وشروطها سوف يصبح حلفاءها أقوى! كلّ هذه الأمور تحكمها النّوعيّة والأهداف الّتي تطالتها الصّواريخ الإيرانيّة!
هل سيصمد الدّاخل الإسرائيلي ويسكت عن كلّ هذا الخراب والدّمار!! خصوصاً مع غياب الملاجئ في مناطق الجنوب، كلّ الأعين والعالم متّجهة نحو الصّواريخ الإيرانيّة الّتي تنير سماء العالم وتسقط على إسرائيل كـ كابوس ليلي!!..
مريم محمد نعمي