غابة الصمت.. شعر : د.ناديا حماد

غابة الصمت
———-
بين الصمت وبيني مسافة من الرمال
وتحدٍ قديم

كلٌّ منا يعتقد أنه واسع بما يكفي لاحتواء الآخر

بصمتي أمتلك دهشة الأصوات
وأرتٍل إيقاعَ الوقت بمزاجي

الذين يصمتون يرتفعون عن الأرض قليلا
ينسحبون من جمهرة الأرض
ويحتفون بذواتهم ..

سبينوزا يقول “لو كان للبشر الرغبة نفسها في الصمت
كرغبتهم في الحديث لكان العالم مكانا أجمل ” .

أما كونفوشيوس فاعتبرَ “الصمت الصديق الوحيد الذي لن يخونك ”

و ربما كان الصمتُ صراخاً
لكنّه أكثر عمقا وأكثر لياقةً بكرامة الإنسان .

حاولْ أن تعتنقَ الصمت في حضرة السفهاء .

ربما كان للصمت فضائل كثيرة
باعتباره نأيا بالذات ،
ووسيلة نجاة من سطوة الرثاثة

و ربما كان أداةً تعبير قوية عن الرفض والاحتجاج على الإسفاف

وأحياناً اعترافا بالعجز إزاء كم الجهل والتفاهة والابتذال

وهيَ علاماتٌ فارقة في هذا الزمن العجيب

قد يكون الصمت عود ثقاب
بإمكانه أن يشعل غابة كلام…

أما نحن
في هذه البلاد المنكوبة
عندما اتقنّا الصمت حمّلونا وزرَ النوايا ….

نحتاج الكثير من الصمت لغسل غبار الكلام

لكن!!
هل مازال يتسع الصمتُ لكل هذا الضجيج الخانق ؟؟!!!

………………….

د.ناديا حماد
#ناديا_حمّاد
من مجموعة
/خلف نافذتي خريف عنيد