دلّلتُها فتمرّدت… بقلم د. مصطفي عبد المؤمن

كأنّ الدلالَ على كتفيها
تاجٌ من الياسمينِ
لا يحتمله إلّا صبري…
ولا يفهمهُ إلّا جنوني.
أخطأتُ… نعم
حين غرستُ في قلبها وردًا
وسقيتُها من دهشةِ حناني
فكبرتْ…
وصارتْ في حضرةِ عشقي
طفلةً لا تكبرُ…
وإن كبرتْ، ظلّتْ تلعبُ بالعاطفةِ
كما تلعبُ العصافيرُ بالمطر.
تلهو بقلبي
تمسكهُ مرّةً بخيطٍ من ضحكتها
وترميه مرّةً في عاصفةٍ من غنجها.
وأنا…
أفتحُ لها صدري
ليكونَ حديقةً
ولصدري وجعٌ
أخبّئه بين الأضلاعِ كي لا تراه.
وحين يسكنني الغضب
وتضيقُ الدنيا بلهفتي
تتقدم نحوي ببساطةِ طفلةٍ
لا تعرفُ ماذا فعلت…
وتسألني: “ما بك؟ وما السبب؟”
فتزداد عاصفتي اشتعالًا
وتزدادُ أنوثتها إغراءً
وتزدادُ شهقاتي قربها…
جنونًا فوقَ جنون.
يا أميرتي
لو تعلمينَ أنّ السؤال الذي تسألينه
يصبّ زيتًا على نارٍ
لم أعدْ أملكُ لها إطفاءً.
وأنّ دلالكِ
— ذاك الذي يذبحني —
هو ذاتهُ الذي يُبقيني على قيدكِ
قيدِ وردتكِ،
قيدِ صوتكِ،
قيدِ طفولتكِ التي لا تُشفى.
دلّلتكِ… نعم
لكنني لم أندمْ
فيا ليتَ كلّ التمرّدِ تمرّدُكِ
ويا ليتَ كلّ الغضبِ غضبُكِ
ويا ليتَ قلبي
يبقى طفلًا بين يديكِ
لا يعرفُ إلّا أن يحبّكِ
كما يُحبّ النهارُ شمسه
وكما يُحبّ البحرُ
أسرارَ النساء.







