أطلقتُ كلّ قواربي في الريحِ… أيمن معروف/ سوريا

أطلقتُ كلّ قواربي في الريحِ
حيث أضاعني كلّ الأحبّةِ
في دجُنّتِهم ، وضاعوا
وأنا هنا في ليليَ الأعمى
فَناري دمعةٌ وعلامتي
قلبي الوحيدُ
وأريد يا أمي
بريدي دون عنوانٍ لكي
يصلَ البريدُ
، ولكي تظلّ الأرضُ
مائلةً ، فأنسى صاحبي
فيها وأنسى ما أريدُ
حتى إذا ارتطمتْ دواةُ الحبرِ
بالأشواقِ وابتلّتْ مناديلي
على عجلٍ هنا في معجمِ الآلامِ
واختلجَ الوريدُ
وتدفّقتْ حولي الحقولُ
ورفرفتْ في فهرسِ الكلماتِ
أسماءُ الّذين أحبّهم
وانداح عطرُ الوقتِ
فوق أريكةِ الأيامِ
وانتبه النشيدُ
سأجوبُ في الأرض البعيدة
بانتظار مراكبي ذهبتْ وراء العمرِ
حيث منارتي ضلّتْ وضلّ قرنفلي
والآسُ والحبُّ الوليدُ
وأقول لم تتركْ ليَ الأيامُ يا أمي
هنا ضوءاً ولا مرسى يدلّ قواربي
في التيهِ إن عصفتْ به الأيامُ
والزمنُ الجحودُ
لم يترك الأحبابُ لي شأني
لأعصفَ في محبّتهم
وأحلفَ باسمهم إن زاغَ
بي قلمي ومعجمُه الرشيدُ
لم يتركوا لي
جملةً في خاطرِ الأيام تعبرُ
إن عبرتُ إلى تذكّرِهم
وهام بوحشةِ النسيانِ تذكاري
وتحناني الشريدُ
وأنا هنا وولدتُ من أسفٍ
يليقُ بعابرٍ مثلي
له في ليله أمران :
قلبٌ راجفٌ في الصمتِ
والأملُ البعيدُ
سأظلّ يا أمي
لكل أحبّتي ورداً وعصفوراً
وقافلةً من الحِنّاءِ ،
أمشي خلف ضحكتِهم إذا
انكسرَ الشّراعُ
سأظلّ أغنيةً
إذا اتّسعتْ قساوتُهم
وقنديلاً إذا ناستْ منارتُهم
وجفّ الحبرُ أو سكتَ اليراعُ
سأظلّ يا أمي
الهواءَ الطلقَ إن فسدَ
الهواءُ الطلْقُ أو عجزَ
الكلامُ المستطاعُ
وأضيءُ
حيث أضاعَني كلُّ الأحبّةِ
في دجنّتِهم ، وضاعوا
…………………
كتبت في 2005







